mercredi 23 décembre 2009

نساء من حول بيت المقدس (أم الدرداء الصغرى)

نساء من حول بيت المقدس (أم الدرداء الصغرى)
2009-12-19
برنامج : رجال من حول بيت المقدس
الحلقة : نساء من حول بيت المقدس (أم الدرداء الصغرى)
د. رائد فتحي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حتى يرضى والحمد لله رب العالمين إذا رضي والحمد لله بعد الرضا وسلام على عباده الذين اصطفى لاسيما نبينا المصطفى أسرى به ربه ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ومنه إلى السموات العلى ومنه إلى سدرة المنتهى فجاوز فكان قاب قوسين أو أدنى
أما بعد فيا أحباب المسرى وعشاق الأقصى في كل مكان يا هذه الوجوه المشرقة النيرة الصباح القلوب الطافحة حباً لهذه الأرض وشوقاً لهذه الديار هذا حال المسلمين في كل زمان وفي كل مكان هذا حالهم مع بيت المقدس فإن لبيت المقدس سراً طلسماً خاصاً حيث تفرض نفسها حباً وشوقاً على قلوب الموحدين في كل مكان
ها أنا ألقاكم مرة أخرى وفي لقاءٍ جديدٍ يتجدد في لقاءٍ حول رجالٍ حول بيت المقدس رجال عاشوا حول هذا المكان المقدس المبارك ولكننا حينما تكلمنا عن الرجال فليس معنى ذلك أننا نستثني النساء بحال من الأحوال ولا يمكن أبداً أن نستثني المرأة فإن المرأة قد لعبت دوراً هاماً بارزاً كبيراً في الإسلام وهذا ما تتميز عنه المرأة عن سائر الأديان حتى عن سائر الشرائع وما أخذت المرأة كثيراً من حقوقها إلا متأخرة جداً فإن هذه الحلقة هي بالأساس موجهة لكل امرأة تصبو أن تكون ذات دور مهم فاعل في أحداث القدس وبيت المقدس .
المرأة التي سنتكلم عنها اليوم إن شاء الله جلّ وعلا هي أم الدرداء ولكن سنتكلم عن أم الدرداء الصغرى حيث إن أبا الدرداء رضي الله عنه وأرضاه تزوج بأم الدرداء الكبرى وتزوج بأم الدرداء الصغرى وكانت تسمى جهيمة أو هجيمة كان لها اسمان كما ذكر الذهبي رحمة الله عليه في تاريخ الإسلام وكما ذكر غير واحدٍ من أهل العلم فإن أهل العلم قد ترجموا لها في كثير من كتب التراجم هذه المرأة قد وليها أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه يتيمةً وأنا حقيقةً هذا الكلام أقول أنه بحاجة إلى توثيق أكثر لأن العرب تطلق لفظ اليتيمة ويراد بها امرأة صغيرةً أو فتاةً صغيرةً لأنها تقول لأبي الدرداء لاحقاً كما سيمر معنا إن شاء الله جل وعلا إنك طلبتي أو خطبتني من أهلي وأنا سوف أطلبك من نفسك كما سوف أفصل لك إن شاء الله جل وعلا على العموم أن الدرداء كانت صغيرةً يتيمة في حجر أبي الدرداء وكان أبو الدرداء يلبسها برنساً وكانت تدخل مع أبي الدرداء فتصلي في صفوف الرجال لأنها كانت صغيرة ولا تعرف حتى وكانت تجلس مجلس القراءة فإن أبا الدرداء كان يجلس في مجالس القراء كان يجلس في مجالس الذكر حتى إذا رأى أنها قد بانت أنها فتاةٌ وامرأة فطلب إليها أن تنتقل إلى صفوف النساء كما تحدث هي عن نفسها فتقول فانتقلت إلى صفوف النساء فلما انتقلت هي إلى صفوف النساء عرفت هي على أنها فتاة ناضجة يافعة فتزوجها أبا الدرداء رضي الله تعالى عنه وأرضاه .
ثم يقدّر المولى جلّ ثناؤه أن ينتقل أبو الدرداء ليعيش في أرض الشام ويعيش في منطقة حمص وفي دمشق وهنا أبو الدرداء لما يرسل رسالة إلى سلمان الفارسي يستقدمه فيها كي يعيش في الأرض المقدسة أرض الشام الأرض المباركة ولأرض الشام فضائل كثيرة كتب فيها الربعي وكتب فيها العز بن عبد السلام وكتب فيها ابن تيمية وكتب فيها جميع كبير من العلماء كتب كثيرة متوالية في فضل أرض الشام فكتب أبو الدرداء لسلمان الفارسي يستقدمه للحياة في أرض الشام فكتب إليه سلمان الفارسي أما بعد : فإن الأرض لا تقدس أهلها وإنما يقدس الرجل عمله الصالح وإنما يقدس المرء أو الرجل عمله الصالح .
العمل الصالح هو الذي يقدس الإنسان هو الذي يرفع الإنسان ويرفع منزلة الإنسان ومرتبة الإنسان وهذا الذي حدث مع سلمان الفارسي لما أرسل هذه الرسالة إلى أبي الدرداء .
أم الدرداء رضي الله عنها وأرضاها في المجمل العام في الجملة كما ترجم لها العلماء كانت حسنةً جميلة وكانت كما قال الذهبي رحمة الله عليه قال كما هي المرأة العالمة العابدة الورعة مرأة عالمة عابدة ورعة نعم لقد كانت عالمة بكل ما تحوي الكلمة من معنى فقد أخذت القرآن عن أبي الدرداء ودرست على سلمان الفارسي ودرست على أبي هريرة ودرست على السيدة عائشة وهي بالإمارة كما يبدو لي أنها من التابعين وبعضهم من عدّها من الطبقة الثانية من التابعين وهي ليست من الصحابة قطعاً هي لم تلقى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولكن درست على كبار الصحابة وزوجها صحابيٌ جليل هو أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه وأرضاه وأما من تلاميذها فما أكثر من روى عن أم الدرداء الصغرى وهي قد حملّت حديثاً كما ذكر المزّي رحمة الله عليه قال هي قد حملت حديثاً أكثر مما حملت أم الدرداء الكبرى ولكنها قد حملت ذو الواسطة حملت حديث ترويه عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم .
فأم الدرداء الصغرى إذاً ممن رووا عنها ممن تعلموا على أيديها أبو قلابة رجاء ابن حيوى ميمون ابن مهران ابن أخيها عبد الرحمن ابن مهدي جبير ابن نفير إبراهيم بن عبلة وكان من أكثر من يروي عنها وكان من تلامذتها ومولاها أبو عمران و زيد بن أسلم وكذلك أيضاً كثيرين وشهر بن حوشب كلهم رووا أو تتلمذوا على يد أم الدرداء الصغرى رضي الله عنها وأرضاها .
وأنت ترى إذاً أن ذكر هذه الأسماء للذين يعلمون عن علم التراجم وعلم الحديث يعرفون أن هذه الأسماء إنما ذكرنا أسماءً لامعةً جداً أسماء نجوم في علم الحديث نجوم في علم الفقه نجوم في تاريخنا الإسلامي المجيد فنحن نتكلم عن امرأةٍ ذات أثر عظيم في الصدر الأول من تاريخ الإسلام ومن هنا فلا ينبغي لأي أحدٍ أن يقول أن المسلمين ما أولوا المرأة أية اهتمام وإن المرأة ليست ذات مكانة في الإسلام بالعكس تماماً إن المرأة أصلاً مسألة المرأة ومكانة المرأة هذه مسألة دخيلة على الإسلام والمسلمين لأن هذه قضية كانت أحوج ما يكون لها الغرب ولم نكون نحن بحاجة إليها فلما يكون الإسلام لما نزل ديناً للرجل والمرأة على حدٍ سواء لم يفرق بين الرجل والمرأة إلا فيما ينبغي التفريق فيها فأحياناً يضيق على الرجل وأحياناً يضيق على المرأة أحياناً تكون التكاليف أشد على الرجل وأحياناً تكون أشد على المرأة هذه طبيعة التكليف لأن الرجل والمرأة مختلفان ليس الرجل مرأة وليس المرأة رجلاً فمن هنا كان الاختلاف والتباين كما ذكر الإمام القرفي رحمة الله عليه في تنقيح الفصول ذكر أن الأصل في أن الرجل والمرأة في الأحكام سواء إلا ما ورد فيه الدليل .
أنا لا أريد أن أنبسط في هذا الموضوع والكلام وإنما أقف على موضوعي إن شاء الله جل وعلا ونحن نتكلم عن أم الدرداء ومع علاقتها مع بيت المقدس
علاقة أم الدرداء مع بيت المقدس كما ذكر ابن حبة في الثقات كما ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق كما ذكر الحاكم في مستدركه كما ذكر غير واحدٍ أن أم الدرداء رضي الله تعالى عنها نقصد الصورة كانت تمكث في دمشق ستة أشهر وتنتقل للسكن هنا في بيت المقدس ستة أشهر أخرى فكانت تقضي نصف عمرها نصف العام كانت تقضيه هنا في بيت المقدس وكانت تأتي بيت المقدس وأيضاً تحدثنا عن رحلتها عن طريقها إلى بيت المقدس ففي طريقها إلى بيت المقدس كانت تحمل معها تحمل للمساكين ويحدث مولاها أبو عمران قال كنت اسمع بالله عليك يا أخي بالله كيف المسلم يتعظ في كل شيء في كل موضع قال إذا سرت مع أم الدرداء إلى بيت المقدس ومررنا بجبال ولاشك أن من يأتي من قبل الشمال من قبل الشام إلى بيت المقدس من جهة الجنوب لابد أن يمرّ بجبالٍ ساحقة بجبال شاهقة وهذا قطعاً وهو حقيقيٌ يقول كنا إذا مررنا إلى جبال تنظر إليّ وتقول يا سليمان اقرأ على الجبال ما أنزل الله فيها قال فأردد قول الله تبارك وتعالى {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} (47) سورة الكهف . فيرتل عليها ما جاء من سورة الكهف على الجبال يرتل عليها آياتٍ أنزلت في القرآن خاصةً في الجبال ثم يقرأ قول الله تبارك وتعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} (105) سورة طـه .
وما أعظم أن تكون حياة المسلم كلها عبر وافتكار وأن يكون صمته عبرا وأن يكون كلامه ذكرا وأن يكون دائماً متصلاً بربه جلّ وعلا .
يا أحبتي في الله يا أيها الناس يا أحباب الأقصى إن الأقصى يحتاج قلوباً وينتظر قلوباً صادقةً خاشعةً نقيةً زكيةً قلوباً رقراقةً ونفوساً عطرةً نفوساً تعلم علم يقين أن الدنيا لا تسوى شيئاً وأن المسلم لا يغفل عن ربه ولا يغفل عن أيام الله وأنه يبقى دائم الاتصال له تبارك وتعالى دائم الاتصال بالله جل وعلا .
إذا أم الدرداء تقول في طريقها إلى بيت المقدس وفي طريقها إلى بيت المقدس في عبادةٍ وذكرٍ وطاعة حتى يقول ورد في أكثر من رواية أن أكثر النساء كنّ يقمن يصلين مع أم الدرداء حتى إذا لم يقوين على عبادتها ولم يستطعن المثول والقيام في العبادة أمسكن بحبلٍ مخافة من أن يقعن على الأرض وفي الحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أم سلمة تقوم لتصلي حتى إذا تعبت أمسكت بحبلٍ أو بساريةٍ كانت قد ربطت به الحبل فإنه نهاها عن ذلك صلى الله عليه وسلم مخافةً من أن يروح الرجل أو المرأة يدعو على نفسه وهو لا يعلم في ذلك أبداً
فكانت امرأة عابدةً من الطراز الأول كانت عابدة زاهدة قانعة في الدنيا كانت تقول كان يقول لي أبو الدرداء يا أم الدرداء يا أم الدرداء لا تسألي الناس شيئاً فإن أنتِ أعوزتكِ الحاجة لا تسألي الناس أبداً فإن أنتِ أعوزتك الحاجة فتتبعي الزرّاع في قمحهم فتلقطي من آثار قمحهم ثم اخلطيه ثم اطحنيه ثم كليه خير لك من أن تسألي الناس أو من أن تمدّي يديكِ إلى الناس .
أنا سأقف معكم قبل أن أنتقل إلى ما بعد الفاصل في الكلام عن أم الدرداء هنا في المسجد الأقصى كيف فعلت وكيف كانت تقضي أوقاتها هذه امرأة يا كل نساء المسلمين هذه امرأةٌ تعلقت بالقدس وتعلقت ببيت المقدس فهي دعوةٌ إلى كل امرأة وأم وأخت في كل مكان أعرنني انتباهكن وسماعكن لعل الله إن شاء الله جلّ وعلا أن تسمعن ما يطيب القلوب ويشحذ الهمم والعزائم إن شاء الله جل وعلا فاصل وأعود معكم ها هنا إن شاء الله تبارك وتعالى فانتظروني .
بعد الفاصل :
مرةٌ أخرى أحبتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نعم مرة أخرى ها أنا ألتقي بكم من جديد لنلتقي مع امرأةٍ من كريمات نساء العرب من كريمات نساء المسلمين من كريمات النساء اللواتي حقيقةً أنا عندما قرأت ترجمتها كنت أعجب عجباً وأتساءل في ذات نفسي وأقول امرأة ما شاء الله بلغت بها همتها أنها تمضي وتمشي في كل عامٍ ستة أشهر من دمشق إلى بيت المقدس كي تقيم في بيت المقدس رضي الله عنكِ ورحمك الله يا أم الدرداء وأنت تسيرين الخطى هنا في بيت المقدس وأنت تعلمين الناس ليس فقط هنا في بيت المقدس كيف يكون السلوك إلى الله جل وعلا لكن وأنتِ تعلمين الأمة إلى يومنا هذا مازال ذكرك يتردد ومازال صداك يتردد ها نحن نذكر اسمك لأن في اسمك عبرة ولأن في حياتك عبرة ولأنكِ دعوةٌ وعبرةٌ ونداء لكل النساء في الدنيا .
هذه نموذج إن كنتن نموذجاً إن كنتن تسألن عن المثال فهذا مثال حيٌ لامرأة كانت قد جعلت كل حياتها من أجل بيت المقدس وكما يبدو لي حقيقةً أن أم الدرداء في بداية حياتها كانت قد حكرت أو جعلت حياتها حكراً على بيت المقدس أقول فكانت تأتي بيت المقدس مع مولاها أو مع رفقة عظيمة من الرجال والنساء على حدٍ سواء حتى تصل إلى بيت المقدس بإذن الله جل وعلا وكانت تكثر أن تقيم تحت صخرة بيت المقدس يقول تلميذها إبراهيم بن عبلة قال كنا نأتي أم الدرداء في بيت المقدس فنقرأ عندها القرآن .
فعلمت أهل بيت المقدس القرآن فمن يقرأ في كتب التراجم يرى أن كافرين جداً من أهل بيت المقدس يروون عن أم الدرداء يرى أن كافرين جداً من أهل بيت المقدس يروون عن أم الدرداء ويعلم كثيرين من الفقهيين من أهل بيت المقدس من أهل فلسطين مصيره أو مرده إلى أم الدرداء وأن الدرداء قد علمت أهل بيت المقدس وأن كثيراً من علم الشاميين مرده إلى أم الدرداء رضي الله تعالى عنها وأرضاها .
وكذلك ذكرنا أن رجاء ابن حيوى وذكرنا أن مكحول الشامي أنهم من تلاميذ السيدة أم الدرداء رضي الله تعالى عنها وأرضاها وأيضاً الزبير وكان يسمى آنذاك مؤذن بيت المقدس ولقد روى عنها أيضاً وروى عنها كثيرون من أهل بيت المقدس كانت تقرؤهم القرآن وكانت امرأة عابدة , يقول جبير ابن نفير يقول كانت في بيت المقدس تجلس بين المساكين وكانت في الجملة لا تقبل صدقةً أبداً فجاء مرة أحدهم فوزع عليهم جميعاً حتى أعطاها فلساً يعني كان مما وصل إليها أنه وصل إليها ما فأخذت هذا المال ثم أعطته لخادمتها أعطته لجاريتها وقالت لها يا جارية اذهبي واشتري لنا به جزوراً فعجبت الفتاة أو الجارية فقالت يا أم الدرداء قالت إنها صدقة يعني قالت أنتِ عودتني أنني لا نقبل الصدقة فإن هذا ما عودنا عليه أبا الدرداء رضي الله عنه كان قد عودها أنكِ لا تسألي الناس شيئاً وإن أنتِ احتجت فاسألي أين الزراع ثم التقطي شيئاً من قمحهم من ورائهم ثم نظفيه واخلطيه واطحنيه وكليه وهذا كان طعامهم هذه كانت حياة الزهد في زمانهم هكذا كانت العلاقة مع الله تبارك وتعالى العبرة كان يقول أنها كانت في بيت المقدس تجلس مع المساكين وكان كثيرون الناس يضربون مالاً خاصاً لفقراء بيت المقدس ولمساكين بيت المقدس وإن من الحسنات التي تذكر للوليد بن عبد الملك بن مروان وإن كان أخذ عليه ما أخذ في خلافته لكن مما يحسب له أنه كان يجمع المال فيحمله إلى فقراء ومساكين بيت المقدس فكان لمساكين بيت المقدس عناية خاصة لأنه كان قد بدأ يتولد في هذه المرحلة شعور أن العباد والزاهدين والصالحين والصديقين ينتقلون إلى بيت المقدس وكانوا يشعرون أنهم إذا ما انتقلوا إلى هذه الأرض إلى بيت المقدس أنهم في خلوةٍ وأنهم يعيشوا متفرغين مع الله تبارك وتعالى متفرغين من الشواغل متفرغين من البواعث والمقاصد إلا بواعث العبادة وإلا مقصد الله تبارك وتعالى هذا كان حال كثير من العابدين وكان بدأ ينمو في بيت المقدس ولذا كان كثيرون من الناس يعملون أو يهتمون على أن يجعلوا قسطاً وافراً غير قليل من أموالهم يضربون لفقراء بيت المقدس ومساكين بيت المقدس .
العبرة التي أذكرها هي أن أم الدرداء قالت لجاريتها خذي هذا الفلس واشتري لنا جزوراً فقالت وكيف ذلك وإن هذا المال مال صدقة فقالت لها إننا ما طلبناه ولا أرى أنه حق لا أرى أنه حق العلماء أي أنه ليس من الصدقة التي هي الزكاة الواجبة التي عبّر الله عز وجل عنها {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} (103) سورة التوبة . لما قال خذ فالأمر هنا الوجوب ما لم ترد قرينة تحمل إلى الندب والإباحة {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (103) سورة التوبة .
وفي حديثٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب قال (( أخبرهم أن الله قد افترض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم ثم ترد على فقرائهم)) افترض هنا تعني الفرض ثم قالت أن هذه ليست زكاة هذه صدقة واجبة فمعنى ذلك أني أقبلها فالزكاة هي حقيقةً خبث أموال الأغنياء الغني عندما يخرج الصدقة هو ملزمٌ بأن يخرج صدقة ماله فهو يطيّب ماله بذلك ولأنه لابد من هنا أو هناك من حيث يدري ولا يدري يكون قد دخل شيءٌ من مالٍ حرامٍ في ماله فقبلت وكانت تقول أيضاً مما يؤثر عنها أنها كانت تقول عجباً لأناسٍ يسألون الله أن يرزقهم وهم في مساجدهم وما علموا أن السماء لا تمطر ذهباً وفضة وإنما يرزق الله الناس بعضهم ببعض سبحانه الله .
هذه فلسفة في علم الاقتصاد وإنما يرزق الله الناس بعضهم ببعض في علم الاقتصاد الآن حتى أبو حنيفة رحمه الله لما قال بعدم جواز الحجز على المفلس سياسته في ذلك أنه دع الناس يرزق بعضهم بعضاً ويترزق بعضهم ببعضٍ فكأنها قالت يرزق بعضهم بعضاً أو يترزق بعضهم ببعضٍ وذلك أن الغني قد يعطي الفقير وأن هذا ينفق على ذاك وأنها إذا تقول إذا عرض عليك مالٌ من حلال أو من طريق حلال فلا بأس أن تأخذه .
أم الدرداء رضي الله تعالى عنها وأرضاها كانت تأتي بيت المقدس وتذكر الروايات أنها في مركز الصخرة في بيت المقدس كان يبلغها أخبار الحجاج بن يوسف الثقفي وكان طاغيةً من طواغية العرب برغم ما يمكن أن يقال الرجل كان له مواقف قتل فيها علماء قتل فيها سعيد بن جبير وقتل غيره من العلماء حتى قال لما قال رؤي في المنام بعدما قتل سعيد بن جبير قال ماذا فعل الله بك قال قتلني بكل نفسٍ قتلة حتى كان سعيد بن جبير فقتلني به مئة قتلة وأنا لا أريد أن أستفيض في موضوع الحجاج بن يوسف لأنني متركز حول موضوع أم الدرداء إن شاء الله جلّ وعلا .
إذاً وهذه حقيقة مرة أخرى كلامٌ للنساء للمرأة حتى تعرف أن المرأة لها دور في كل شيءٍ لها دورها في توعية الجيل الناشئ في بعث ثقافة العزة والإباء في بعث ثقافة القوة والمنعة وعدم الذل عدم قبول الذل والخضوع والهوان فلما كانت يبلغها من أخبار الحجاج بن يوسف الثقفي كانت تسمع في هذا المسجد عن أخباره ولا ترضى بذلك أبداً وهذه من باب قولة الحق أن تقول قولة حقٍ عند سلطان جائر .
كان عبد الملك بن مروان لا يزور بيت المقدس وكان قد زار بيت المقدس أكثر من مرةٍ فلنقل بعض المعلومات أنه كان قد بويع في بيت المقدس كان لا يزور بيت المقدس إلا جاء فزار أم الدرداء هذا الكلام ذكره حتى الإمام الذهبي رحمه الله في تاريخ الإسلام وأقرّ أن عبد الملك بن مروان كان يأتي فيجلس إلى أم الدرداء وكان يأتي إليها غيره فيقرؤون القرآن عندها وفي بعض الروايات أيضاً أن أم الدرداء كانت تجلس في المسجد وأن عبد الملك بن مروان قد جاء فجلس عندها أو جلس إليها وهي تقرأ القرآن وهي تحدثه في كلام الوعظ وفي كلام سلوك السير إلى الله تبارك وتعالى حتى حضر وقت صلاة المغرب وكانت امرأة كبيرةً في تلك المرحلة يعني امرأةً كانت قد كبرت قد طعنت عظمها قد رق فاحتاجت إلى من تستعين به إلى من يعينها إلى من يدفعها فأقيمت صلاة المغرب فاتكأت على عبد الله بن مروان حتى أقرها الإمام الذهبي رحمه الله فاتكأت على عبد الملك بن مروان حتى أقامت صلاة المغرب فبالله يا أخي في الله فبالله يا جميع الناس أم الدرداء هذه امرأة يعني أنا أقول آن الأوان للأمة أن تستبدل كثيرين من رموزها الذين قد تنكروا للأمة وأن نستبدلها بامرأة اسمها أم الدرداء المقدسية أم الدرداء الشامية أم الدرداء التي انتمت حقيقةً إلى بيت المقدس والتي كانت وفيةً للقدس وكانت حقيقة دائماً متابعةً لهذا الأمر
أم الدرداء رضي الله عنها وأرضاها في مرة من المرات في سنة 81 وكان عمرها آنذاك اثنين وسبعين عاماً قررت أن تحج من عامها ذاك ومن عامها أيضاً تذكر بعض الروايات أن الصخرة المشرفة قد أصيبت بزلزلة وأن زلزالاً قد أصاب منطقة بيت المقدس وفي هذا العام قد أهلت بإحرامٍ من هنا من بيت المقدس وكان هذا أخر عامٍ من حياتها رضي الله تعالى عنها وأرضاها وتقول بعض الروايات وإن الذي قد حج وقاد الحجيج في هذا العام كان هو نفسه عبد الملك بن رضوان فكانت قد مضت معه في حجها ثم انتقلت إلى حجٍ فربطت بعد ذلك ما بين بيت المقدس وما بين مكة المكرمة .
إذاً إنها أم الدرداء التي ربطت ما بين المرأة وما بين بيت المقدس المرأة في الإسلام التي هي خديجة بنت خويلد التي ربطت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وثبتت قلب النبي صلى الله عليه وسلم المرأة في الإسلام هي فاطمة البتول رضي الله عنها وأرضاها التي آنست النبي والتي كانت نعم الابنة للنبي هي السيدة عائشة رضي الله عنها هي أم الدرداء التي علمت الأمة كيف يكون الانتماء لبيت المقدس .
هذه رسالة ليست فقط لإخواني في كل مكان في كل أصقاع الأرض وإنما لأهل القدس ولأهل فلسطين يا خنساوات فلسطين ويا نساء فلسطين لا يضركن أن تكن كأم الدرداء أن تعلمن أبناءكن حب بيت المقدس وحب المسجد الأقصى المبارك .
أنا هنا أريد أن أختم بأن أقول لكم بل أن أم الدرداء رضي الله عنها وأرضاها الصغرى هي التي روت الحديث عن أبي الدرداء بفضل الصلاة في بيت المقدس بأنه بـ خمسمائة صلاةٍ عندما قال عنه صلى الله عليه وسلم ((صلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاةٍ وصلاة في مسجدي بألف صلاة وصلاة في المسجد الأقصى بخمسمئة صلاة)) فهي التي روت الحديث وعايشته فكم نتمنى من العلماء أن يرووا العلم وأن يعايشه وننتظر من أمهاتنا أن يعايشنهم حب القدس وأن يرضعنهم لبان الأقصى حباً وكرامةً .
أحبتي وإخوتي ألقاكم إن شاء الله في لقاءٍ قادم فانتظروني فإني وإياكم على ميعادٍ إن أبقى الله في العمر عمراً وحياةً السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire