mercredi 23 décembre 2009

مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
2009-11-05
البرنامج : رجال حول بيت المقدس
عنوان الحلقة : مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
د.رائد فتحي
أعوذ بالله السميع العلم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حتى يرضى والحمد لله إذا رضي والحمد لله بعد الرضا وسلام على عباده الذين اصطفى لاسيما حبيبنا ونبينا المصطفى أسرى به ربه من المسجد الحرام إلى هذا المسجد الأقصى ومنه إلى السموات العلا إلى سدرة المنتهى .
أما بعد و أحبتي في الله فيا أحباب النصرة وعشاق الأقصى في كل مكان في كل أصقاع الأرض يا ذي القلوب الهائمة التائهة شوقاً وحباً للصلاة فيه والرباط فيه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرة أخرى ألتقي معكم في سلسلة حلقات رجال حول بيت المقدس رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظروا وما بدلوا الله تبديلا رجال عرفوا الكرامة كيف تبنى رجال عرفوا العز كيف يشاد وعرفوا الولاء لآية في كتاب الله كيف يكون وعرفوا الانتماء لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كيف يكون .
اليوم سنكون مع بدر البدور مع بدر التمام مع قمر الأقمار مع شمس الشموس السراج الوهاج والنور المضيء سنكون مع حبيبنا وعظيمنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم سنكون مع تعلقه بهذه الأرض سنكون مع ارتباطه بهذه الأرض مع شيء من سياسته صلى الله عليه وسلم ومن منهجه صلى الله عليه وسلم في الوصول إلى بيت المقدس وفي تحرير بيت المقدس بإذن الله عز وجل .
إنما يزيدنا حباً لهذه الأرض الطيبة المباركة هو أن نعلم أن أحب الخلق إلى قلوبنا أن نسمة قلوبنا ونسمة أرواحنا أن ضياء قلوبنا كان قد تعلق بهذه الأرض وكان قد أسري به إلى هذه الأرض كان قد زار هذه الأرض بل كان الله جل وعلا قد جلّلا له هذه الأرض وهو في مكة المكرمة هذه الأرض هذا المسجد قال كنت أوصفه لهم باباً بابا وعموداً عمودا فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تبدأ قصته مع بيت المقدس ليس من المرحلة البدنية وحسب تبدأ من الفترة المكية وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عمق أصالة القدس كفكرة وعقيدة عن المسلمين فبيت المقدس والقدس لم تكن وليدة المدينة المنورة لم تكن وليدة فكرة فتوحات وتوسعات عند المسلمين بل كانت فكرة أعظم كانت فكرة عقدية أصيلة ضاربة في عمق الفكر والعقيدة الإسلامية لأن الفكر المكي كما نعرف جميعاً أنه في مكة المكرمة أسس القرآن وقعد أصول وأساسات وقواعد العقيدة الإسلامية كما أنه وضع قواعد عامة وضوابط كبرى للتشريع الإسلامي فإن للشريعة الإسلامية أصولاً وفروعاً في ذات الوقت فإن أصول وقواعد التشريع الإسلامي كانت هناك في مكة المكرمة وعليه عندما نقول أن علاقة النبي صلى الله عليه وسلم إن ارتباط الحبيب صلى الله عليه وسلم مع بيت المقدس بدأ في المرحلة المكية إن دلنا فإنما يدل على عمق ارتباط هذه المدينة مع الفكر العقدي للمسلمين في كل مكان في العهد المكي الصحابة يكتوون الأذى ويجترعون اللظى ويعيشون الألم والاه يمشون خلف نبيهم صلى الله عليه وسلم يفتدونه بأرواحهم بأموالهم بنفوسهم بكل ما يملكون في هذه الدنيا ولكن بعد أن كان نزل في القرآن الكريم آية غريبة عجيبة نزل قول الله تبارك وتعالى {غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ } (3) سورة الروم
فسألوا ما أدنى الأرض ما هو هذا الموضع ولماذا سماه القرآن ولماذا عرف الأرض بألف لام العهد لماذا أراد أن ينتقل الكلام النظر إلى تلك الأرض فإنهم يعلمون أن للأرض مكانةً وخصوصيةً ينبغي أن ينتبهوا إليها وينبغي بأن يرموا بأبصارهم إليها فقال القرآن الكريم {غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ }لا تذكروا الإضافة بالمكان إلا تعريفاً بما مضى واعتبروا التعريف بالإضافة مكاناً إلا إذا كان المكان جليلاً عظيماً مقدساً مهيباً تبعث في النفس هيبةً وجلالاً ورونقاً وحباً واشتياقاً فقال {غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} بعد أن يغلبوا لا محالة سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد
أنت مثل معي يقول الأستاذ سيد رحمه الله لا يمكن أن نفهم القرآن حتى نعايش لحظة تنزل القرآن كأن القرآن يتنزل علينا نتمثل أن القرآن يتنزل علينا هناك في رمضاء مكة يقول لنا وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين طب متى سيغلبون يا الله ؟ بدأ الصحابة يترقبون وبدأوا يتخوفون مضى عام ومضى عامان ومضى ثلاثة أعوام وهم ينتظرون يترقبون أن يأتي نصر الله جل وعلا لا فقط انتصاراً لأهل الكتاب على عبدة النار والأوثان ولكن من باب التأكيد لكفار مكة أن الذي جاء به النبي حق وأنه حق وأنه لا يخبر إلا بحق بإذن الله جل وعلا لأنه مسدد من عند الله تبارك وتعالى فكانوا ينتظرون هذه الحلقة الأولى قد ربطت وإذا بحلقة أخرى ترتبط وتنعقد مع هذه الحلقة قبل أن تنفك أسرار هذه الحلقة الأولى وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن لاقى ما لاقى من الأذى يأمره ربه أو أنه يجتهد بنفسه أن يأتي إلى أرض الطائف وبعد أن يمضي بأرض الطائف ببعد الشقة بعنةٍ ومشقة بعد أن يمضي ما يمضي ويلقى ما يلقى من الأذى والعذاب بأبي أنت وأمي يا رسول الله يا ليتنا كنا هناك إذاً لافتديناك بأرواحنا إذا أكفنا وأكتافنا سيدي يا رسول الله .
يمضي الحبيب يمضي النبي صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة ونعمة مسجاة ونوراً يتلالئ وسراجاً وهاج يتدفق ويتدلى من قبة السماء ينتقل من مكان إلى أخر ومن موضعٍ إلى مكان داعٍ إلى الله جل وعلا الرحمة والهداية ينتقل إلى هناك إلى أرض الطائف علّه يلقى نصرة ومعيناً والله هو الناصر والمعين وهو يعلم ذلك علماً يقيناً حتى مدّ يديه إلى السماء في بيت ابن ربيعة أو في بستان ابن ربيعة في حديث الطبراني اللهم إني أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى من تتركني إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علّي غضب فلا أبالي فليضربوني فليريقوا الدماء فليقطعوا الأشلاء فليقتلوا الأبناء فليفعلوا ما يشاؤون إن لم يكن بك علّي غضب فلا أبالي لكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح علّي أمر الدنيا والآخرة من أن يحل علي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتب حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك .
ثم يعود النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن لم يقل ربي أرني أنظر إليك بعد أن لم يقل ربي أرني كيف تحيي الموتى بعد أن لم يقل ربي أرني الآيات بعد أن لم يقل ربي لا يا جبريل إني أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله كأن الله قال له قال موسى أرني أنظر إليك وقال إبراهيم أرني كيف تحيي الموتى وأنت لم تقل أريني فأنا سأريك {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (1) سورة الإسراء فكانت رحلة الإسراء والمعراج سبحان الذي أسرى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} مرة أخرى عرف المسجد بأنه الأقصى عن الدنس عن القاذورات الذي باركنا حوله {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} ويعود النبي صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس بعد أن يسرى به من مكة المكرمة ليلاً إلى المسجد الحرام ويعود بعد ذلك إلى مكة ومازلت فراشه دافئة يعود ليخبر كفار مكة الأمر العظيم العجيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حدثت معه حادثة الإسراء والمعراج وما جعلنا الرؤية العيانية التي أريناك إلا فتنة للناس فكان لا بد أن يخبر الناس لا بد أن يعلم الناس ولا بد أن يبتلى الناس ويمتحن الناس ويعود ويخبر الناس بأنه أسري به بليلة واحدة من مكة المكرمة إلى بيت المقدس ويعود إلى مكة المكرمة وما يدريك ما الذي حدث هناك وكيف سيلقاه أهل مكة فاصل وأعود معكم لأخبركم كيف فهم الصحابة هذه العلاقة وكيف علموا أن مكوثهم في مكة المكرمة بانتظار نبيهم صلى الله عليه وسلم وأن قبولهم هذه الدعوة معناه توثيق عرى الانتماء لعقيدة بيت المقدس ألقاكم بعد الفاصل والسلام عليكم
بعد الفاصل :
مرة أخرى أحبتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرة أخرى إلى هناك إلى مكة كي نصل إلى هنا كي نصل إلى بيت المقدس فإن الطريق إلى بيت المقدس يبدأ من هناك من مكة المكرمة .
كنا قد عدنا مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم والعود أحمد والعود أجمل أن نكون مع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .
كنا قد وصلنا إلى هناك إلى مكة المكرمة وذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يبلغ أهل قريش أن يبلغهم أنه قد أسري به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فخرج النبي صلى الله عليه وسلم على أهل مكة مخبرا ً قال فلما سألوا أين وصل قالوا إنا نضرب أكباد الخيل إلى بيت المقدس ستة شهور وأنت تقول أنه قد أسري بك إلى بيت المقدس وعدت في ليلة واحدة وفراشك ما تزال دافئة إن هذا لشيء عجيب من أجل ذلك وبأمره كان النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج قال فسألوني أسئلة عن بيت المقدس فجللاّ الله لي بيت المقدس .
اختلف العلماء في كيفية التجلية فمنهم من قال جلّ الله لي بيت المقدس أي جلّلاه أمام ناظري أو في قلبي أو رفعه أمام ناظري والعبرة أن الله جلّلا بيت المقدس للنبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة أنا كنت أعجب عجباً عندما سمعت خبراً أن أنه في لندن أو في ساحة لندن يعني أوجدوا ناظوراً عظيماً بحيث أن ينظروا إلى أهل نيويورك وهم في مدينة نيويورك فقلت أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة عام أو يزيد كان في مكة المكرمة فجلّ الله له من الذي يدري يجري في بيت المقدس وهذا من توأمةٍ عظيمةٍ بين مكة المكرمة وما بين بيت المقدس فلم أخبرهم الآن دخلت حلقة جديدة حلقة الارتباط العقدي بيبيت المقدس الآن الصحابة صار عندهم كلام مصطلح جديد نحن نعرف أن ثمة مسجد في الأرض هذا المسجد الذي فيه الأوثان هذا المسجد الذي يعبد فيه غير الديان هذا المسجد الذي لا يدان فيه لله جل وعلا طرفة عين ونمنع فيه من الطواف فيه ونمنع فيه من العبادة فيه ونمنع من الصلاة فيه الآن النبي يخبرنا عن مسجدٍ جديد عن مسجد أخر عن مسجد بيت المقدس فارتبطت وجوههم مع بيت المقدس سيما وأن قضية الإخبار والإعلام بيبيت المقدس كانت قضيةً غطت جسد الأمة كلها غطت كل فرد من أفراد الأمة حتى إنها كانت فتنة وما قال الله {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ } (60) سورة الإسراء يعني هذا أكبر خبطة إعلامية أكبر ضربة إعلامية ممكن أن تكون الآن إذا أردت أن تلفت أنظار العالم أن تصل بأبصار الخلق إلى أمر معين فإنك تأتي بحدث إعلامي كبير حتى تأتي بأبصار العالم إلى هذا الحدث .
الذي حدث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن بيت المقدس وأنه قد أسري به إلى بيت المقدس في ليلة واحدة أنكر من أنكر وصدق من صدق وكذب من كذب فانتشر الأمر في مكة كانتشار النار في الهشيم فصارت مسألة مشاعاً صارت فقهاً مشاعاً لم تعد حكراً على طائفة محددة معينة وإنما صار يطالب فيها الناس كلهم صار يطالب فيها جميع الناس الكبير والصغير والعالم والعامي والغني والفقير كلهم مطالبون بأن يسلموا بأن يؤمنوا بأنه ثمة مسجد أخر في البيت المقدس اسمه المسجد الأقصى المبارك وهكذا ارتبط الصحابة ارتباطاً جديداً في مكة المكرمة مع المسجد الأقصى المبارك وبعد ذلك ينتقل الصحابة من مكة المكرمة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة في المدينة المنورة حديث حسنه أغلب أهل العلم حتى حسنه الشيخ نصر الألباني رحمة الله عليه وجمع من المعاصرين والقدامى على حدٍ سواء الصحابة رضي الله عنهم تساءلوا مرة قالوا يا رسول الله بعد أن بنى النبي صلى الله عليه وسلم مسجده قالوا يا رسول الله صلاة في مسجدك خير أم صلاة في المسجد الأقصى ؟
الآن الذي تعرضوا لهذا الحديث قالوا معنى ذلك قال صلاة في مسجدي هذا خير من أربع صلوات مسجد بيت المقدس الحديث.
الذين تعرضوا لهذا الحديث قالوا معنى ذلك أن أجر الصلاة في المسجد الأقصى بمائتين وخمسين صلاة وأنا لا أناقش في هذا الباب لأني قلت لكم إذا قدر الله لي أن أراكم في لقاءات أخرى سأفصل ما أراه في أجر الصلاة في المسجد الأقصى المبارك ولكن الذي لم يقف عنده الكثيرون هو أنه ثمة ما يمكن أن اصطلحه على تسميته بثقافة بيت المقدس كان الصحابة قد بدأوا الكلام أنه في شيء اسمه المسجد الأقصى المبارك في شيء اسمه بيت المقدس ولابد أن نتساءل أيهما أعظم للصلاة فيه المسجد النبوي والنبي فيه ويقيم فيه ويصلي فيه ويؤم فيه أم المسجد الأقصى المبارك أن النبي قد أمّ الأنبياء فيه ولأنه ما من نبي إلا وقد صلى فيه ولأنه قبلة الأنبياء الأولى ولأنه النبي قد صلى مستقبلاً إياه أكثر من الصلاة مستقبلاً مكة المكرمة نعم النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من سلسلة الحلقات التي ربطت الصحابة في مكة المكرمة ببيت المقدس أنه كان قد صلى إلى بيت المقدس أو مستقبلاً بيت المقدس وتحديداً صخرة بيت المقدس صلى مستقبلاً صخرة بيت المقدس أكثر من صلاته مستقبلاً الكعبة لأن القبلة إلى مكة المكرمة كانت قد حولت على اختلاف الروايات ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً بعد الهجرة معنى ذلك أن الصلاة إلى بيت المقدس كانت ما يوازي أربعة عشر عاماً ونصف وأن سائر السنين كانت صلاةً إلى مكة المكرمة .
إذا فلما انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة المكرمة هناك إلى المدينة المنورة هناك سألوه صلاة في مسجدك خير أم صلاة في المسجد الأقصى المبارك فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( صلاة في مسجدي هذا خير من أربع صلوات ثم )) هذا يدلنا على أنه ثمة نقاشات وكان ثمة اهتمام بأي الصلوات أفضل الصلاة في المسجد الأقصى أم الصلاة في المسجد النبوي الشريف .
أحبتي في الله إن كل الآيات التي تتكلم عن الأرض المباركة عن الأرض المقدسة قد نزلت في السور المكية مما يدل على عمق الانتماء إلى بيت المقدس كان من الفطرة المبكرة الأولى لم يكن طمعاً حضارياً لم يكن حالةً توسعية لم يكن حالة طبيعية تمدنيةً ومن حالة التمدن أبداً وإنما كانت حالة دينية عقدية مرسومة المعالم واضحة المباني يعرف النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن هذا مطلوب الله جل وعلا وأن هذا مراد الله عز وجل وأن هذا مقصود الله تبارك وتعالى أن تنتمي الأمة إلى بيت المقدس وهناك في المدينة المنورة انتشر بين الصحابة الانتماء إلى بيت المقدس فيأتي الصحابة يسألون تأتي ميمونة بنت الحارث تقول يا رسول الله افتنا في بيت المقدس أخبرنا علمنا عن بيت المقدس فقال : أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه قوله صلى الله عليه وسلم أرض المحشر والمنشر هذا الطرف الأول من الحديث حسنه أغلب أهل العلم وتكلموا في الطرف الأخر من الحديث وإن كان عند بعضهم حسناً لكن وقد قال لها إن بيت المقدس وقداسة هذه الأرض لا تنتهي ها هنا لا تنتهي بوفاتي بل على العكس فإن الانتماء لبيت المقدس يبقى ثابتاً إلى يوم القيامة .
أرض المحشر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة الصحابة بعد مضي الجيل الأول بعد مضي الجيل الثاني ستبقى بيت المقدس مع الصحابة مع الأمة تعيش في أذهانهم في بواطنهم في عقولهم في قلوبهم في عقائدهم في حاضرهم في مستقبلهم .
هي القدس القدس ليست مجرد حكاية ليست قصيدة تبنى على بحور الشعر العربي ليست ترنيمة وأغنية ليست أنشودة ليست توليفةً ليست رسمة فنية وإن كان كل ذلك جزءاً من القدس والمسجد الأقصى المبارك لكن القدس أعمق والقدس أصفى وأنقى وأذكى القدس أرقى القدس أعظم من كل ذلك القدس يا أحبتي القدس يا أحباب الأقصى ويا عشاق المسرى القدس حكاية كل عاشق القدس حكاية الأنبياء القدس مهاجر الأنبياء القدس قبلة الأنبياء القدس ليست آية في كتاب الله بل آيات في كتاب الله القدس محشر الإنسانية يوم القيامة ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم جعل يربط الآن الأمة بمساجد ثلاث لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا فارتبطت الأمة بثلاث مساجد وعلمت الأمة أن كرامة الأمة عزةً وكرامةً وهيبةً وجلالاً لا يتم إلا بأن ترفع رايات التوحيد وإلا أن تتردد صيحات التكبير في جنبات المسجد الأقصى المبارك كأن النبي يستفزهم كأنه يستنفرهم كأنه يقول لهم انتقلوا من هنا من المدينة المنورة إلى هناك إلى بيت المقدس .
نعم لقد كان في المدينة المنورة في المرحلة المدنية تم وعدٌ إلهيٌ بفتح مكة المكرمة فقال الله جل وعلا {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ } (27) سورة الفتح .
وأما الوعد بفتح المسجد الأقصى المبارك فإنه تم هناك تم في مكة المكرمة قبل أن يوعد بفتح مكة المكرمة كان الوعد بفتح المسجد الأقصى المبارك وبفتح بيت المقدس في آية الإسراء وآية الإسراء في الإمارة تأتي في قلب القرآن في وسط القرآن كما أن حادثة الإسراء والمعراج تأتي في قلب ومركز نبوة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال جل ثناؤه (( فإذا جاء وعد الآخرة منهما من الكرتين ليسوئوا وجوهكم ويدخلوا هذا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا أما المسجد الحرام فيدخلوه إن شاء الله آمنين مقصرين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فيقول الصحابة اليوم يوم الملحمة ويقول النبي اليوم يوم المرحمة وأنا أقولها مع أننا أتباع نبي الملحمة والمرحمة مع أننا نقتدي بالنبي ونتأسى بالنبي ونذوب حباً بالنبي نذوب وجداً بكل شيء في حياة النبي ولكننا سنتبع القرآن المرة فعندما يدخل المسلمون إلى المسجد سيقولون اليوم اليوم يوم الملحمة اليوم يوم التتبير اليوم يوم إساءة الوجوه اليوم يوم تشويه الوجوه اليوم يوم الحق اليوم يوم الفرقان اليوم يوم الإسراء اليوم يوم القرآن اليوم يوم قول الله جل وعلا {لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا} (7) سورة الإسراء .
أحبتي في الله نحن مع العهد المدني ومع ربط النبي صلى الله عليه وسلم صحابته ببيت المقدس إن الأمر لم ينتهي لما خرج بغزوات مع صحابته الكرام لما وصل إلى تبوك كان هناك في أحاديث كثيرة عند البخاري وغيره كان قد بني له صلى الله عليه وسلم خيمةً فيدخل عليه بعض الصحابة فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم (( إعددْ سبعاً بين يدي الساعة موتي وفتح بيت المقدس )) ذكر موته صلى الله عليه وسلم وفتح بيت المقدس وإنه ذكر فتح بيت المقدس على أبواب بيت المقدس على مشارف بيت المقدس في أقرب نقطة ما بينهم ما بين مكة وما بين بيت المقدس هي تبوك وإذا تعدى البعض أن الشام من تبوك وقال بعضهم بل إن الشام كانت من تبوك وأن تبوك كانت من الشام ولخضرتها كان قد أخذ بها إلى أرض الحجاز أربطهم هناك .
أحبتي في الله مازال هناك في الجعبة كلام ومازالت الأشواق والأشجان تتردد صداها في القلب والوجدان ولكن الوقت داهمنا على أن ألقاكم في لقائي القادم إن شاء الله جل وعلا مع النبي ومع بيت المقدس وأكرم بهما من توليفتين نبي حبيب ومسجد حبيب فلله ما أعظمهما وألقاكم إن شاء الله جل وعلا في لقائي القادم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire