mercredi 23 décembre 2009

مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم 2

مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم 2
2009-11-17

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حتى يرضى والحمد لله إذا رضي والحمد لله بعد الرضا وسلام على عباده الذين اصطفى لاسيما صاحب المسرى وصاحب الهجرة لاسيما نبينا المصطفى ومن بسنته وأثره اقتدى أما بعد يا أحبتي في الله فيا أحباب المسرى وعشاق الأقصى في كل مكان يا ذي القلوب المتعلقة حباً وصدقاً وانتماءاً بهذه الأرض الطيبة المباركة بهذا المسجد العظيم المبارك عودٌ على بدءٍ ونعود والعود أحمد وما أجمل أن يكون العود مع النبي صلى الله عليه وسلم نعود مع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وكيف ارتبط وكيف ربط الصحابة الكرام ببيت المقدس كيف ربطهم بالمسجد الأقصى المبارك كيف جعل من قضية المسجد الأقصى المبارك علامة فارقة عقدية علامة هي في صلب الانتماء الإسلامي هي في صلب الوعي والفهم والفكر الإسلامي هذا الشيء الذي بيناه وشرحناه في المرحلة المكية بيّنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن للصحابة وأكد للصحابة أن ثمةَ مسجد أخر ينبغي أن نرتبط به ينبغي تكون لدينا معه كامل العلاقات والوشائج الروحية والعقدية .
في المدينة المنورة بيّنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن الرحال ينبغي أن تشد إلى ثلاث مساجد والمطي ينبغي ألا تعمل إلا لثلاث مساجد أيضا وبذلك قد ربط الصحابة بالمسجد الأقصى والمسجد الأقصى بعد مازال في يد الروم حتى أن ميمونة بنت الحارث لما سألته أفتنا في بيت المقدس قالت ( أفرأيت إن لم نتحمل إليه وفي روايةٍ قال وكانت الأرض إذ ذلك حربا ) أي كان في الأرض حرب كانت في الأرض حرب ولكن الذي أريد أن أذكره هنا فقطعني كمادةٍ للفائدة هو أنني لما أسري به كثيرين يرون أنه لما أسري به صلى الله عليه وعلى آله وسلم والروم في بيت المقدس وإنما تم الإسراء إذ الفرس في بيت المقدس وكأن الفتح الروحي لبيت المقدس تم من عبدة الأوثان والفتح المادي الروحي على يد عمر بن الخطاب كما سيأتي معنا إن شاء الله كان من أهل الكتاب من الروم أو البيزنطيين على التحديد .
انتهينا إلى معركة تبوك وإلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة قال اعدد بين يدي الساعة موتي وفتح بيت المقدس إلى سائر الحديث فلما كان قريباً في تلك المنطقة في بيت المقدس كأنه كان يريد أن يربط قلوب المسلمين بيبيت المقدس هذه النقطة الأولى أما النقطة الثانية أنه عندما كان عائداً صلى الله عليه وسلم هذه يمكن أن نسميها الإستراتيجية النبوية الخطة النبوية المنهج النبوي في فتح بيت المقدس في تحرير بيت المقدس في الوصول إلى بيت المقدس بعد أن شرب القلوب حب بيت المقدس بعد أن أسس القلوب على الانتماء إلى بيت المقدس بعد أن ربط بيت المقدس بالبعد التعبدي بذات البعد العقدي ثم بالبعد التعبدي بعد أن أمر الصحابة بشد الرحال بإعمال المطي بعد أن ذكر أن في الدنيا ثلاث تشد إليها الرحال الآن بدأ الإعداد المادي بعد الإعداد الروحي بعد الإعداد العقدي يأتي الإعداد الروحي فإذا بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في طريق عودته من تبوك يمرّ طريق آيلا وآيلا هي العقبة أو أم الرشراش من الجهة الفلسطينية إلى منطقة آيلا ثم هناك يلتقي بملك آيلا ويعقد اتفاقية مع ملك آيلا على أن يدفع ملك آيلة الجزية للصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ويخلي بينه وبين أرضه وبينه وبين ملكه لا يصيب ملكه بشيء ولا يضرّ ملكه شيئاً على أن يسمح ملك آيلة للمسلمين إذا ما جاؤوا يمرون داخل فلسطين ألا يحول بينهم وبين الأرض وكانت هذه خطة نبوية ومنهج إلهي وقراءة نبوية محمدية مدروسة في الوصول إلى بيت المقدس ثم إذا كانت هذه الطريقة بأن الطريق إلى بيت المقدس تمرّ عبر آيلا وإن آيلا لن يمنع الصحابة أبداً من الوصول إلى هناك.
ولما يعود النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى المدينة المنورة وفي آخر أيامه بدأ يعد الجيوش للانتشار في الأرض ولكي تسوح في الأرض فيعدوا جيش الحِب بن الحِب جيش الحبيب بن الحبيب جيش أسامة بن زيد بن الحارثة وكان زيد بن حارثة كان يتخذه كابنٍ له كمولى له صلى الله عليه وسلم فإذا به يعد جيش أسامة وكان تحت إمرة أسامة في ذلك الجيش أمثال أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما فيأمر جيش أسامة بأن ييمم قبل أوفنا واختلف العلماء أين تقع أوفنا فمنهم من فمنهم تقع قريب من بيت جبريل ومنهم من قال تقع قريب من خليل وأوفنا لعلها هي المعروفة اليوم في فلسطين وهي قريب جنوب فلسطين وهي نعم قريبة إلى حد معين من بيت جبريل فكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أعد جيش أسامة كي ينتقل أسامة إلى أرض فلسطين إلى أوفنا فكان أن سار ودخل إلى أرض فلسطين عن طريق آيلة عن طريق العقبة ولم يشهد أي منازعات أبدا بل وكان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجود بأنفاسه كان يجود بألحاظه كان يجود بأخر أوقاته الشريفة صلى الله عليه وسلم في لمساته الأخيرة وفي رمقه الأخير في الحادثة التي في الحقيقة عقمت الأيام والليالي على أن تلد مثلها وعقمت المرارات على أن تجرع القلوب والأفواه مثلها إنها الحقيقة العلقم التي كان لابد منها وهي أنك ميت وإنهم ميتون فكانت وفاة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وكانت رحلته إلى جوار ربه تبارك وتعالى وهو يشير إلى السماء وهو يقول بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى الذي أريد أن أذكره في هذا السياق هو أن النبي صلى الله عليه وسلم أكدّ على بعث أسامة وقال أنفذوا بعث أسامة وفي مرض موته الأخر قال أنفذوا بعث أسامة هذا يدلك على أن القضية ليست قضية عسكرية تكتيكية ليست قضيةً مادية ليست قضية خداع سياسي أو عسكري أبداً وحاشى النبي صلى الله عليه وسلم لا من قريب ولا من بعيد وإنما المراد من هذه القضية الذي أريد منها هو أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أراد أن تبقى سلسلة تحرير بيت المقدس وتحرير بيت المقدس وفتح بيت المقدس ماضيةً سائرةً ولذلك قال أنفذوا بعث أسامة حتى لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم تولي الخلافة أبو بكرٍ وقف أبو بكر يؤكد ويأمر كل من كان تحت إمرة أسامة أن ينطلق ببعث أسامة حتى قال والله لو جرت الكلاب بأرجل أمهات المؤمنين في المدينة ما كنت لأرد بعثاً اقتطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفذوا بعث أسامة ثم يمضي بعث أسامة ويكن بعث أسامة بدايةً للفتح القدسي على التحقيق بدايةً للوصول إلى بيت المقدس وبداية للدخول إلى فلسطين كاملةً بإذن الله جل وعلا إن الأمر لم ينتهي إلى هذا الحد من حيث بناء النبي صلى الله عليه وسلم للأمة انتماءً وولاءً ووفاءً مع بيت المقدس بل كما ذكر الشهرستاني في الملل والنحل وكما ذكر غيره البرهان الحلبي في سيرته وغيرهم ذكروا أن الصحابة رضي الله عنهم تنازعوا في موضع دفن النبي عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم من ذكر أن يدفن بالبقيع ومنهم من كان أن يحمل إلى أرض مكة فيدفن فيها ومنهم من رأى أن يحمل ويدفن في بيت المقدس في مدافن الأنبياء ومنهم من قال الحديث بأن الأنبياء يدفنون حيث يتوفون فكان ثمة رأي بأن يحمل النبي صلى الله عليه وسلم فيدفن هنا في مدافن الأنبياء هنا في بيت المقدس ونعم إن أرض بيت المقدس تشهد ونشهد في كثير من المواقف والحالات كانوا يمرّون في حال فتح شارع أو ما إلى ذلك فيمرّوا بمكان أو بمقامٍ أو ما إلى ذلك فلا يستطيعون أن يشقوا الطريق أبداً فإنها أرض مجبولة بدماء الشهداء وبزكاة أجساد الأنبياء أرض هي بوابة الأرض إلى السماء أرض هي قبلة الأنبياء أرض ماذا نقول فيها والعشق كله قد عشعش فيها أرض ماذا نقول فيها والحب كل الحب يحيا في جنباتها والبركة كل البركة تنفال من أنحائها .
هي القدس وكفى بهذه الحروف أن تكون معرفة دالة معلمةً مرشدةً إلى هذه الأرض مكانةً وقداسةً وهيبةً وجمالاً وجلالاً إنها القدس .
النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرت لكم أحبتي في الله لم يقف مع الصحابة الكرام بيبيت المقدس عند أمرٍ ماديٍ عند أمرٍ ينقضي بعد سنوات قلنا نزلت الآيات وغلبت الروم وفي أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين القضية في تلك المرحلة كانت قضية سنوات أما الأحاديث الأخرى التي وردت عنه صلى الله عليه وسلم فهي لم تكن قضية سنوات وإنما هي قضية خلود قضية خلود كانت قضية أن بيت المقدس هي بوابة الأرض إلى السماء .
هذا السور الشرقي الذي أمامكم هذا سور بيت المقدس الشرقي وجمهور أهل العلم على أنه هذا السور والعياذ بالله هو بوابة المحشر هو بوابة جهنم قال بعضهم لما فسّر قوله جل وعلا {فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ} (13) سورة الحديد .
منهم من قال أن هذا السور سور المسجد الأقصى الشرقي هو السور المذكور في سورة الحديد في القرآن الكريم وقد وقف عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه وأرضاه على هذا السور على هذا المسجد على السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك فبكى فقيل ما يبكيك قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من هنا يصدر الناس إلى محشرهم يوم القيامة فقال النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضوعٍ قال (( بيت المقدس أرض المحشر والمنشر ائتوه وصلوا فيه )) إذاً هو أرض المحشر والمنشر وربط مع الصحابة وبيّن لهم أنها أرض المحشر والمنشر وأكثر من ذلك قال (( يا بن حوالة إذا رأيت الخلافة نزلت في بيت المقدس فانتظر الساعة في بيتك أو غدك )) فلابد أن تنزل الخلافة الإسلامية الراشدة قبل قيام الساعة شاءت من شاء وأبى من أبى هذا متى يكون ومتى هو كائن نحن لا نعلم متى يكون لكنه كائن لا محالة كائن أن هذه الأرض ستستقبل سيدها وستستقبل إمامها ستستقبل رجلاً من عترة النبي من آل بيت النبي يواطئ اسمه اسم النبي ويواطئ وصفه وصف النبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا وعدل الإنسانية ورحمة الإنسانية جمعاء هنا ستنطلق فإنها أرض البركة كأن البركة والعدل ستنثال من هذه الأرض على من حولها من الأراضي وذلك في حديث النواس بن سمعان قال فعندها يقال للأرض انبتي ثمرتك وردي بركتكِ فيومئذ تأكل عصابتنا الرمانة ويستظل الفيء من الناس بقحفها كيف تكون البركات وما هي الأهوال بعد ذلك ألقاكم بعد الفاصل انتظروني والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بعد الفاصل :
مرة أخرى أحبتي في الله أعود إليكم أعود والقلوب ماتزال معلقة مع هذه الأرض ماتزال قناديلاً تضيء المسجد الأقصى المبارك تنور ساحات وقباب المسجد الأقصى المبارك أعود لننور القدس بقلوبنا بأرواحنا بشوقنا بانتمائنا حتى نكون أوفياء للمسجد الأقصى المبارك بإذن الله جل وعلا .
كنت قد ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن للصحابة أن قضية القدس ليس قضية زمانية ليست قضية مكانية هي ليست قضيةً مكانيةً ماديةً إذا ما ذهب المكان ذهبت بل إن المكان راسخ باقٍ وإن تبدل اسمه وإن بدلت حقيقته وإن بدلت ماهيته هي أرض المحشر والمنشر وإن كانت الأرض قد بدلت غير الأرض والسموات وبرزت لله الواحد القهار لكنها تبقى أرض بيت المقدس تبقى أرض المحشر إلى هذا إلى هنا يساقون الناس حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث قال حوضي ما بين بيت المقدس وفي روايات كثيرة وما بين صنعاء وما بين اليمن عدد آنيتي بعدد نجوم السماء إذاً أيضاً أرض بيت المقدس تقع على حوض النبي صلى الله عليه وسلم وفي آخر الزمن يا أحبتي في الله كما كنت قد ذكرت يأتي الإمام أبو عبد الله المهدي عليه السلام يأتي إلى المسجد الأقصى المبارك في حديث النواس بن سمعان قال فبينما هم كذلك أنزل الله تعالى المسيح بن مريم واضعاً كفيه على أجنحة ملكين على مهرودتين إذا طأطأ منه رأسه حضر منه جمانٌ كاللؤلؤ قال العلماء هذا دليل على شدة سواد شعر المسيح عليه السلام قال فلا يحل لكافرٍ يجد ريح نفسه إلا مات وإن ريح نفسه لينتهي إلى حيث ينتهي إليه طرفه فيأتي قوماً قد عصمهم الله من الدجال هؤلاء القوم في بيت المقدس يأجوج ومأجوج عندما يأتون يملئون الأرض نتناً ويملئونها نجساً حتى يصلوا إلى بيت المقدس فيقولوا قد قتلنا من في الأرض فتعالوا نقتل من في السماء في الحديث يصلون جبل خمر وجبل خمر جبل بيت المقدس عند أغلب العلماء في رواية مسلم وفي رواية أحمد وفي رواية غيرهما .
فقال فيرمون نشابهم فتعود نشابهم مخضبةً دماً وتنتهي القضية إلى أتباع المهدي عليه السلام هنا في بيت المقدس في مسجد الأقصى المبارك بعد أن تحيص الدنيا في دماء بعد أن تغرق الدنيا في آهاتٍ وفي جراحاتٍ في حروب قاتلة طاحنة لا تبقي ولا تذر في تلك المرحلة يعصم الله الإمام المهدي وصحبه هنا في المسجد الأقصى المبارك ثم يدخل عليهم مرةً واحدةً فجأةً واحدةً المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام نعم يا أحبتي في الله نعم يا كل المسلمين في كل الدنيا نعم يا كل نفس تحب المسجد الأقصى المبارك إن المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام يوماً من الأيام سيدخل إحدى بوابات المسجد الأقصى المبارك وستفاجئ به المسلمون وسيتهلل المسلمون بشراً وفرحاً بلقاء ابن مريم عليه الصلاة والسلام بلقاء روح الله عليه الصلاة والسلام ينتقل السيد المسيح هاهنا يدخل ساحات المسجد الأقصى المبارك ثم يتقدم إلى الصف الأول فيقدمه الإمام المهدي لأهل المسلمين فهو روح الله وهو نبي الله وهو من أعظم أنبياء الله بل من أولي العزم من الرسل فيقدمه أبو عبد الله المهدي لأمة المسلمين فيقول لا إن تكرمة الله لكم أمة محمد أن إمامكم منكم فإذاً بيت المقدس يا أحبتي ليست قضية عارضة يا كل الدنيا يا كل المسلمين استيقظوا كأني أريد أن أمسك بكل واحد فيكم وأغطه غطاً عميقاً وأهزه هزاً عظيماً وأقول استيقظوا القدس ليست مجرد صورة تعلق في البيوت القدس ليست مجرد صورة توضع على الحواسيب القدس ليست مجرد تعليقة نعلقها في أجسادنا أو في أي مكان في سياراتنا القدس ليست أنشودةً القدس أعظم من ذلك القدس بدأت مع آدم عليه السلام ولن تنتهي إلا أن تكون بوابة أهل المحشر القدس فضائل القدس مواقف عظيمة وجليلة وكريمة ولأجل ذلك كله فإني ولمرة أخرى أقول لكم إن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك كله قد ربط المسلمين مع بيت المقدس حتى أخر يومٍ ولو رحنا نفصل الأحاديث التي وردت في فضائل بيت المقدس فهي أحاديث كثيرة وقد فصل العلماء وكتبوا كتباً كثيرة لعل من أقدم الكتب التي وصلت إلينا من فضائل بيت المقدس كتاب الإمام الواسطي رحمة الله عليه وكان خطيباً في المسجد الأقصى المبارك في أرجح الروايات كتب كتاباً اسمه فضائل البيت المقدس وكذلك ابن المرجى وكذلك شهاب الدين المقدسي وكذلك ابن عساكر وكذلك غير واحد من أهل العلم كانوا قد عنوا بهذه المسألة .
إذاً الذي نريد أن نؤكد عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ربط بين بيت المقدس تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً وأبعد من ذلك بل إن النبي صلى الله عليه وسلم ربط بين بيت المقدس وما بين مكة المكرمة في أكثر من وجهٍ القرآن قال من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى والنبي صلى الله عليه وسلم قال ((من أهّل بحجٍ أو عمرةٍ من بيت المقدس غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)) من يعضد هذا الحديث وإن كان من أهل العلم من تكلم في سنده وآخرون قد حسنوه لكن الذي يعضد بهذا الحديث أن راوية الحديث قد تحملت إلى بيت المقدس فأهلت بعمرة من بيت المقدس وأن ابن عمر قد تحمل إلى بيت المقدس فقد أهلّ بعمرة إلى بيت المقدس وأن ابن وكيع شيخ الإمام الشافعي قد تحمل إلى بيت المقدس وقد أهلّ إلى بيت المقدس وأن أكثر من صحابي قد تحمل إلى بيت المقدس فأهلَّ بعمرة من بيت المقدس بل إن صلاح الدين الأيوبي نفسه يوم فتح بيت المقدس بعد أن فتحوا بيت المقدس كان قد استعد وأراد أن يضع لباس الإحرام مع كوكبة من العلماء مع كوكبة من الذين قادوا الفتح الإسلامي إلى بيت المقدس كان أراد أن يضع لباس الإحرام حتى يمضي إلى مكة المكرمة ولكن العلماء كانوا قد طلبوا منه وكانوا قد ساءلوه وقد استعطفوه على ألا يحج من عامه هذا قالوا فإن تحج من عامك هذا فإن هذا يقوي عين الصليبيين علينا ولعله يجعل شوكتهم أقوى ويعودوا إلى القدس فساءلوه الله وناشدوه الله أن يؤجل حجه إلى العام المقبل وآخر حجه إلى العام المقبل وقد توفاه الله قبل أن يحج إلى بيت الله الحرام وهذا ما نشهده من المغاربة عندنا هنا حي وهذا نداء للأحبة المغاربة وهل هناك أرق من التعلق بالمسجد الأقصى من قلوب المغاربة فإن إخواننا المغاربة كانوا إذا أرادوا أن يهلوا بعمرةٍ أو بحجٍ كانوا يبدؤوها من بيت المقدس وكذلك أيضاً ذكر ذكر نصر خاسرو أنه في سيرته في كتاب سفرناما في رحلته لما وصل إلى بيت المقدس قال فرأيت في طريقي في شمال فلسطين فرأيت في طريقي أناساً من أقصى الشرق يبدو عليهم من وجوههم ومن كلامهم أنهم جاؤوا إلى الحج ثم أرادوا أن يبدؤوا حجهم من بيت المقدس فالنبي قد ربط بيت المقدس بمكة المكرمة القبلة بدأت في بيت المقدس وانتهت في مكة المكرمة الدين بدأ في مكة المكرمة وينتهي بيبيت المقدس بالإمام المهدي وعيسى عليه السلام الحياة جمعاء بدأت بمكة المكرمة بآدم عليه السلام وكانت تسميتها بيبيت المقدس عندما كان بين آدم بين بناء المسجد الحرام وبين بناء المسجد الأقصى المبارك أربعون عاما مكة المكرمة المسجد فيها أو الكعبة فيها أو الصلاة فيها بمائة ألف صلاة وفي المسجد الأقصى المبارك الصلاة قال بن مفلح رحمة الله عليه أقصد ابن مفلح الحنبلي قال في كتابه الفروع في مذهب الحنابلة قال بعد أن تعرض لجميع الروايات التي تذكر أجر وفضل الصلاة في المسجد الأقصى المبارك قال مازال الله يضاعف أجر الصلاة في المسجد الأقصى المبارك حتى وصل إلى حدٍ لا يعلمه إلا الله وأنا أقول إن أجر الصلاة في المسجد الأقصى نعم حد لا يعلمه إلا الله سيما إذا ذكرنا الآيات كلها وذكرنا الأحاديث كلها هذا من باب ومن باب آخر إذا تذكرنا أن الصلاة في المسجد الأقصى في هذا الزمان هي رباط في سبيل الله هي صلاة مضاعفة أضعاف كثيرة بإذن الله تبارك وتعالى فأيضاً القبلة كانت إلى بيت المقدس وانتهت بمكة المكرمة وقال ابن تميمية رحمة الله عليه قال مبدأ أمر الإسلام بمكة ومنتهى أمر الإسلام بأرض الشام وما ذكرت بلد ولا مدينة في القرآن الكريم كما ذكرت مكة ثم ذكرت بيت المقدس ومكة أرض حرام فهي للمسلمين خاصةً وأرض المقدس أرض مباركة فهي للعالمين عامةً ولذلك في آخر الزمان بعد أن تملأ الدنيا ظلماً وجوراً ثم يملؤها المهدي قسطاً وعدلاً يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل عصابتنا الرمانة ويستظل الفيء من الناس بقحفها وكذلكم أيضاً فإن باحثاً إنكليزياً قال حقيقةً في عام 1923 وأول ما وصل إليها قال إنك إذا أخذت خطاً عامودياً من مركز المسجد الأقصى المبارك من حيث قبة السلسلة في هذا المسجد وفي الجهة الغربية لقبة الصخرة إذا ما أخذت خطاً من هذه القبة من مركزها وذهبت جهة الجنوب ومضيت جهة الجنوب فإنك ستصيب عين الكعبة بإذن الله عز وجل ولنا أن نتساءل سؤالاً لي أن أتساءل سؤالاً أقول إن أساسات المسجد الأقصى المبارك إن أساسات الأسوار هي أساسات يبوسية في المرحلة اليبوسية قبل أن نعرف أن الأنبياء كانوا ها هنا من ذا الذي نصب أسوار المسجد الأقصى حتى تلامس وتطابق عين الكعبة المشرفة من ذا الذي فعل ذلك ألا تكن هذه من التوأمة من المؤاخاة من الملائمة ما بين مكة المكرمة وما بين بيت المقدس أمر أخر قام به بعض الباحثين من المسلمين وهو أننا لو أخذنا الكعبة كاملةً ولما أقصد الكعبة أقصد البناء الموجود اليوم مع حجر إسماعيل في حديث البخاري ومسلم يا عائشة لو لا قومك حديثو عهد بكفر لنقضت الكعبة وبنيت على قواعد إسماعيل وعلى قواعد إسماعيل تكون الكعبة بشكل مستطيل وعين من الركن اليماني ويقابله الركن الشامي لو أننا أخذنا خطاً مستقيماً ما بين الخط اليماني إلى الشامي ثم مضينا به أو كبرنا حجم الكعبة المشرفة هذه عشرين مرة لانطبقت على المسجد الأقصى بأضلاعه وزواياه بنسبة 98% هذا يدل على أن الذي بنى الكعبة وبنى الأقصى رب الكعبة ورب الأقصى وأن قداسة الكعبة وقداسة الأقصى وأن المسلمين مطالبون بتحرير الأقصى كما هم مطالبون بأن يكونوا أوفياء للكعبة المشرفة .
أحبتي في الله لي معكم لقاءات ستكون الآن مع الصحابة مع العلماء مع التابعين مع المجاهدين الذين وطأت أقدامهم هذه الأرض وتحركت قلوبهم بها فلتتعلق قلوبكم مع هذا المسجد حتى ألقاكم في لقاء قادم في أسبوع قادم تحية لكم مني وسلام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire