mercredi 23 décembre 2009

قصة فلسطين 4

قصة فلسطين 4
2009-12-03
برنامج : خط الزمن
عنوان الحلقة : قصة فلسطين
د. راغب السرجاني

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد :
أهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء الطيب المبارك أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا اللقاء في ميزان حسناتنا أجمعين .
مع الحلقة الخامسة من خط الزمن واحنا مع قصة فلسطين , في المرة اللي فاتت اتكلمنا عن قصة موسى عليه السلام وكثرت علينا في هذه القصة الأرقام والأحداث وقبلها كنا نتحدث عن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن أرى أنا أرى أنه من الأفضل أن نراجع سوياً الآن الأحداث التي مرّت في قصة فلسطين حتى لحظتنا هذه ثم نكمل بعد ذلك بإذن الله سير الأحداث نقول أننا قسمنا التاريخ القديم في فلسطين إلى مراحل معينة بحسب الاكتشافات التي اكتشفها الإنسان في هذه الفترة بين العصور القديمة جداً بالعصور الحديثة ولم تكتشف في هذه العصور أبداً المعادن ولعل أهم ما يميز هذه العصور كما ذكرنا أن أريحا هي أول مدينة أنشأت في العالم عشر ألاف سنة من دلوئت وهي أقدم مدينة في الدنيا كما فصلنا وذكرنا أيضاً في أحد المحطات المهمة أيضاً في تاريخ فلسطين العصر البرونزي والعصر البرونزي بدأ من سنة 3200 قبل الميلاد وامتد لسنة 1200 قبل الميلاد يعني ألفين سنة متصلة هو العصر البرونزي هو العصر اللي الإنسان اكتشف فيه القصدير وخلط معاه النحاس وعمل فيه البرونز وبالتالي اخترع آلات كثيرة , قسمنا هذا العصر البرونزي لثلاث مراحل قديم ومتوسط وحديث أهم ما يميز القديم ظهور الشعوب المعروفة في أرض فلسطين وكلها جاءت من جزيرة العرب شعوب الكنعانيين والفينيقيين والآموريين واليوبيسيين وأولئك الذين أنشئوا معظم المدن في فلسطين وكانوا من الوثنيين .
ثم في العصر البرونزي الوسيط اللي هو كان حوالي 450 سنة من سنة 2000 لسنة 1550 سنة قبل الميلاد دولت 450 سنة دولت دخل فيهم التوحيد إلى أرض فلسطين وجاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام نشر دعوة التوحيد ولد له إسماعيل ثم إسحاق ثم يعقوب ولد لإسحاق ثم انتشرت دعوة التوحيد تدريجياً في أرض فلسطين ثم حدثت بعد ذلك قصة يوسف عليه السلام وأصبح في مصر بعد بيعه ثم استدعى أهله إلى مصر واستقروا في مصر سيدنا يعقوب وسيدنا يوسف والأسباط الإثنا عشر والذين هم أصل بني إسرائيل واللي عاشوا 150 سنة انتهت في سنة 1550 قبل الميلاد وهو نهاية العصر البرونزي الوسيط وكانت النهاية زي ما قلنا هزيمة الهكسوس على أيدي أحمس الأول وبداية عصر فراعنة من جديد و الثلاثمائة سنة التي بعدهم هي بداية العصر الأخير أو الحديث اللي هو من سنة 1550 قبل الميلاد لسنة 1250 قبل الميلاد الثلاثمائة سنة هذه اللي عاش فيها موسى عليه السلام وبعث سنة 1250 وكمل بعد كده البعثة بتاعته في محاجاة طويلة جداً مع فرعون وقومه وبعد ذلك حصل الخروج الكبير كما ذكرنا وبعد ذلك دخل سيدنا موسى الأرض في سيناء وحاول أن يأمر أهله وقومه بدخول الأرض المقدسة لكنهم كما ذكرنا في الحلقة السابقة رفضوا ودخلوا في التيه وعاش موسى عليه السلام وهارون عليه السلام معهما في التيه ومات موسى عليه السلام تقريباً في هذه الفترة وكان موته تقريباً سنة 1200قبل الميلاد لينهي بذلك العصر البرونزي الحديث وهو في داخل التيه , عايزين نقول إن الفترة اللي فاتت دي كلها لحد ما وصل سيدنا موسى عليه السلام لجبل التور ولحد ما تلقى الألواح كانوا بنو إسرائيل بيعبدوا الله عز وجل على ملّة إبراهيم عليه الصلاة والسلام عندما تلقى سيدنا موسى الألواح هذه الشريعة اليهودية فتحول هؤلاء إلى الشريعة الجديدة أو الدين الجديد وهو الدين اليهودية دي بداية عهد سيدنا موسى عليه السلام .
سيدنا موسى مات وهو حزين طبعاً لأنه لم يرى الأرض المقدسة التي كان يتمنى أن يدخلها لكن قومه كما رأينا خذلوه ورفضوا الدخول وعاشوا في التيه فترة أربعين سنة كما قضى ربنا سبحانه وتعالى في هذه الفترة مات الجيل الذي تربى على الذل والخنوع والظلم والاستعباد مات الجيل الذي كان يتعود الكذب مات الجيل الذي ترسخت في قلبه علامات كثيرة جداً من علامات الوثنية وبدأ يظهر جيل جديد أفضل من السابق .
طبعاً الجيل الجديد رُبيَّ على أيدي الجيل السابق يعني ورث صفات كثيرة من هذا الجيل يعني لكن على الأقل كان في نوع من الحمية لمحاولة دخول الأرض المقدسة .
بعث في هذا الجيل الجديد يوشع ابن نون عليه السلام وهو معروف بالتوراة باسم يشوع هو نفس الشخصية وذكرت قصته في السنة المطهرة لم يذكر في القرآن الكريم ولكن جاءت قصته في السنة المطهرة وهذا استنفر بني إسرائيل لدخول الأرض المقدسة فلسطين ودخلوا الأرض المقدسة من مدينة أريحا يعني دخلوا من الأردن وعبروا نهر الأردن ووصلوا مدينة أريحا وأمر الجنود أن يدخلوا إلى هذه المدينة وبالفعل دخل الجنود وكان اليوم يوم جمعة وأنتو عارفين إن اليهود لا يعملون في يوم السبت فكان لازم القتال ينتهي في يوم السبت فاستمر القتال فترة طويلة حتى قاربت الشمس على المغيب والجيوش في ذلك الوقت لم تكن تقاتل في الليل وإذا أصبحت الجيوش سيكون يوم السبت ومافيش قتال وقد يتعرض اليهود للهزيمة بسبب هذا القعود عن القتال يوم السبت فسأل يوشع ابن نون عليه السلام ربه سبحانه وتعالى أن يوقف الشمس فلا تغرب فأوقف الله تعالى له الشمس وكانت آية واضحة جداً لبني إسرائيل أوقف الله عز وجل الشمس حتى تم النصر لبني إسرائيل في الحديث الصحيح عن رسولنا صلى الله عليه وسلم هو الذي حكا لنا هذه القصة .
انتصر الجيش اليهودي اللي هو مؤمن بالقضية ومؤمن بقضية دخول الأرض المقدسة ومطيع لربه حتى هذه اللحظة في هذه الجزئية ثم بدأ يدخل الأرض المقدسة عن طريق أريحا لكن سبحان الله بمجرد دخولهم للأرض المقدسة بدئوا يخالفون العهد ويأخذون ما ورثوه عن آبائهم من عصيانهم لأنبيائهم وكفرهم بالله عز وجل , أمرهم ربهم أن يدخلوا الباب باب أريحا سجداً وأمرهم أن يقولوا حطةٌ أي حط عنّا خطايانا ارفع عنّا خطايانا اغفر لنا خطايانا فماذا فعلوا ؟ لم يدخلوا سجداً كما أمر ربنا سبحانه وتعالى وإنما دخلوا على ظهورهم يعني كان المفروض الدخول أن يكون والوجه للأمام كوضع السجود للخضوع لربنا سبحانه وتعالى فدخلوا بظهورهم وبدّلوا القول فبدل ما يقولوا حطة فقالوا حنطة ويقولونها سخريةً من الكلمة التي قالها لهم نبيهم يوشع بن نون عليه السلام وقد ذكر ربنا سبحانه وتعالى هذا الكلام في كتابه الكريم عندما قال {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} سورة البقرة .
مين الناس دولت , الناس دولت منذ قليل انتصروا في واقعة من مواقع الإيمان على عدوهم الوثني الناس دولت اللي ربنا أوقف لهم الشمس الناس دولت اللي ربنا سبحانه وتعالى أرسل لهم يوشع بن نون بعد أربعين سنة كاملة في التيه الناس دولت اللي ربنا سبحانه وتعالى أراهم الآيات تلو الآيات ولكنهم أبّوا إلا العصيان وإلا الكفر وإلا الجحود مع إن الجيل ده المفروض إن هو الخلاصة بعد الجيل الفاسد اللي كان مع سيدنا موسى عليه السلام هو ده الجيل اللي وجد لكن سبحان الله كانت سنة ماضية في بني إسرائيل الكفر والعصيان والبعد عن جادة الطريق .
دخل يوشع ابن نون عليه السلام إلى أرض فلسطين وعاش في قومه فترة من الزمن والدخول ده كان تقريباً في فترة سنة 1190 قبل الميلاد يعني تقريباً بعد عشر سنوات من وفاة موسى عليه السلام ودخل حكم في بني إسرائيل فترة من الزمن وكانت بني إسرائيل تسوسهم الأنبياء كما تسوس الناس الملوك كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم يعني كلما مات نبي بعث نبي أخر لأن هؤلاء كانوا قوماً في غاية الانحراف , كثرة الأنبياء في بني إسرائيل ليس دليلاً على الصلاح المسلمون ما شاء الله بعث فيهم نبيٌ واحد ومازالوا على المنهج وإلى الآن مازال هناك الكثير والكثير من أبناء الإسلام الذين يرفعون الراية الصحيحة ويمسكون كتاب الله الصحيح والسنة المطهرة أما بني إسرائيل كلما مات فيهم نبي خالفوا وابتعدوا حتى كانوا يخالفون في وجود النبي فيرسل الله عز وجل نبياً أخر بل كان أحياناً يرسل نبيين في وقت واحد بل كان أحياناً يرسل الثلاثة في وقتٍ واحد ثلاثة أنبياء في وقت واحد لشدة انحراف بني إسرائيل .
عاش زي ما قلنا يوشع بن نون فترة في أرض فلسطين وانحرف القوم في وجوده أكثر من مرة ثم مات وأرسل الله عز وجل نبياً أخر ثم نبياً ثالث وهكذا وعاشوا فترة حوالي 150 سنة خلال فترة يوشع بن نون وكانت هذه الفترة من الفترات التي اشتد فيها انحراف بني إسرائيل تماماً حتى مكّن الله عز وجل منهم الوثنيون اللي هما الكنعانيون اللي هما كانوا عايشين في البلد قبل دخول اليهود مكّن الله عز وجل منهم الوثنيون واستطاعوا أن يقهروهم على أعزّ ما يملكون في ذلك الوقت التابوت .
ما هو التابوت ؟
التابوت هو صندوق وضعوا فيه ألواح التوراة ووضعوا فيه بقية من آل موسى وآل هارون ووضعوا فيه بقية الملابس ووضعوا فيه عصا موسى عليه السلام وبعض الأشياء المقدسة عند اليهود وضعوها في هذا التابوت وكانوا يتبركون به ويحملونه معهم في كل مكان فلما عصوا الله وأفسدوا في الأرض إفساداً كبيراً وكل ده بعد دخول الأرض المقدسة يعني كل الأحداث اللي بنتكلم عليها في أرض فلسطين المباركة عندما حدثت هذه الأحداث الكثيرة استطاع الكنعانيون أن ينتصروا عليهم وأن يأخذوا منهم التابوت وكان في هذا ذلّة كبيرة جداً لليهود وشعروا بالانتكاسة الكبيرة التي حلّت بهم .
بعد مرور 150 سنة من وفاة يوشع ابن نون ظهر فيهم نبي جديد يقال إن اسمه صموائيل ولكن نحن لا نعرف اسمه على وجه الحقيقة لأن اسمه هذا ذكر فقط في التوراة ولم يذكر في السنة المطهرة فبعث فيهم هذا النبي صموائيل فذهب إليه القوم وطلبوا منه أن يجاهدوا في سبيل الله حتى يستردوا التابوت ويستردوا وضعهم الذي ضاع منهم بعد أن سيطر عليهم الكنعانيون فقال لهم نبيهم هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وكيف لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليل منهم والله عليم بالظالمين.
لأن الله سبحانه وتعالى أرسل إليهم نبي والنبي هذا أمرهم بالقتال وعندما فرض عليهم القتال تولى معظمهم ولم يبقى إلا عدد قليل , وقال نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً ترى ماذا فعل طالوت مع اليهود وماذا فعل وقصته مع فلسطين بعد الفاصل فابقوا معنا .
بعد الفاصل :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله بنقول قبل الفاصل اتكلمنا على قصة يوشع ابن نون عليه السلام ودخوله لأرض فلسطين والفساد القوي بعد ذلك وثم بعد ذلك بعث نبي يقال أن اسمه صموائيل وطلب الشعب من صموائيل أن يرسل معهم ملكاً يقاتلون معه في سبيل الله .
النبي سأل القوم هل أنتم جادون في هذه الحرب في سبيل الله لماذا تريدون أن تقاتلوا وأنتم قد خذلتم دينكم سنوات وسنوات فقالوا ما علينا ألا نقاتل في سبيل الله وقد خسرنا بيوتنا وأموالنا يعني قد خسرنا كل شيء معادش فاضل شيء فطلبوا القتال ففرض عليهم القتال فتولوا إلا قليلاً منهم , خلي بالك يعني التولي ده يعني حتى قبل أن يلتقوا مع عدوهم ده لمجرد فرض القتال , ثم قال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً يعني ربنا سبحانه وتعالى هو الذي اختار طالوت وهو من القادة اليهود اختار هذا الرجل ليكون قائداً للجيش انظر ماذا ردوا على اختيار نبيهم وماذا ردواً على اختيار الله عز وجل لقائدٍ لهم قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعةً من المال , اليهود كان لهم فرع يتوارث أهله النبوة وفرع أخر يتوارث أهله الملك يعني ربنا سبحانه وتعالى جعل النبوة في فرع من فروع اليهود واللي هو يسمى اللاوي وجعل الملك في فرع من فروع اليهود اللي هو فرع يهوذا وكل دول أولا سيدنا يعقوب عليه السلام يعني دول من الأسباط .
سيدنا طالوت رحمه الله كان من أولاد بنيامين ابن يعقوب وليس من أولاد يهوذا مع أن الله عز وجل هو الذي اختاره بهذه الصورة وجعل ذلك فتنةً واختباراً لبني إسرائيل إلا أنهم رفضوا أن يعطوا الإمارة لهذا الرجل لأنه ليس من نسل يهوذا اللي هو في أهله الملك وبعدين حطوا استثناء غريب جداً وقالوا ولم يؤت سعةً من مال يعني كان ممكن نعمله استثناء لو كان معاه شوية فلوس لو إذا كان فقيراً وليس من نسل الملوك فكيف يحكم الجيوش وهذا أدى إلى ذبذبة كبيرة جداً في الجيش وتخلف عدد كبير وبالتالي خرج طالوت عليه رحمة الله بعدد قليل من الجنود اليهود أو الجنود الإسرائيليين .
لما خرجوا بعد شوية اعترضتهم النار وكما تعرفون جميعاً حصل فتنة عند النهر ومعظم شربت من النهر على خلاف ما أمرهم به طالوت عليه رحمة الله فتخلف هؤلاء أيضاً ولم يبق مع طالوت عليه رحمة الله إلا العدد القليل جداً من الرجال .
يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كنا نعدّ أنفسنا في يوم بدر على عدّة جيش طالوت .
يعني جيش بدر كان حوالي 313 أو 314 حسب الروايات 317 هو ده كان عدد الناس اللي ثبتت مع طالوت رحمه الله ثلاثمائة وقليل من آلاف مؤلفة من شعب كامل ما خرجكش منو غير 300 والباقي منو كله قعد من غير قتال .
وحتى الناس اللي خرجت دية تقاتل في سبيل الله عندما أمرها طالوت أن تخرج لحرب الجيوش الظالمة الكافرة بقيادة جالوت وجنوده والذي تحرك من كل هذه الجموع من 313 أو أكثر من الإسرائيليين هو واحد فقط وهو داوود عليه السلام وده أول ظهور لاسم داوود عليه السلام في قصتنا والمعركة دي كانت سنة 1025 قبل الميلاد وقام داوود وكان مازال شاباً صغيراً أقل من 16 سنة ومعه مقلاعه واستطاع أن يهزم جالوت وأن يقتل هذا الطاغية واستطاع أن ينتصر الإيمان الممثل في داوود وفي طالوت في القلة الباقية التي ثبتت معهم في هذا الطريق الطويل.
عاش داوود عليه السلام فترة من الزمن مع النبي الذي يسبقه صموائيل وبعد أن مات صموائيل بعث داوود عليه السلام وقاد بني إسرائيل وفي سنة 1040 قبل الميلاد بعث داوود عليه السلام إلى أكثر من مدينة في فلسطين ودخل إلى مدينة القدس وأسس بما يعرف بمدينة اليهود وهي أكبر مملكة أسست في تاريخ اليهود مطلقاً .
حكم سيدنا داوود عليه السلام هذه المملكة من سنة 1004 قبل الميلاد لسنة 1963 قبل الميلاد يعني حوالي 60 سنة أو 41 سنة حكم متواصلة وبعد سيدنا داوود عليه السلام تولى الحكم سيدنا سليمان عليه السلام وهو أحد أنبياء الله الكرام .
أحب أقول لكم أن هذه المملكة التي أسسها داوود عليه السلام لم تشغل من فلسطين إلا مساحة 20 ألف كيلو متر مربع تقريباً وأنتو عارفين فلسطين 26 إلى 27 كيلو متر مربع تقريباً يعني 74 % من مساحة فلسطين يعني حتى أكبر مملكة من ممالك اليهود في تاريخ اليهود كلها ماكانتش بتشمل إلا تلات أرباع أرض فلسطين ولم تشملها كلها ولم تشمل أكثر من ذلك وطبعاً ديت أول سيطرة إيمانية حقيقية على أرض فلسطين منذ التاريخ , طبعاً يعني حتى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام عندما كان في أرض فلسطين لم تحكم أرض فلسطين بالإيمان وإنما سمح بالدعوة إلى الله عز وجل لكن كانت تحت سيطرة الهكسوس وكانوا من القوم الوثنيين وبردو مروراً بتاريخ الأنبياء السابقين ومروراً بسيدنا يوشع بن نون الذي لم يستطع أن يسيطر على أماكن كثيرة إنما دخل أريحا فقط وطبعاً الجيش اللي معاه زي ما أنتو شايفين كانوا بعاد كل البعد عن الإيمان الحقيقي لكن دي أول مرة تقوم مملكة إيمانية حقيقية لسيدنا داوود عليه السلام واستمرت زي ما قلنا أربعين سنة بدءاً من سنة 1004 قبل الميلاد لسنة 1963 قبل الميلاد .
بعد قصة سيدنا داوود وكما يقول ربنا سبحانه وتعالى وورث سليمان داوود طبعاً جاء سيدنا سليمان وكانت فترة قوة واضحة جداً في حياة مملكة اليهود وطبعاً سيطر على نفس الأماكن اللي كان مسيطر عليها أبوه عليه السلام وطبعاً احنا بنلاحظ القرآن الكريم عند الحديث عن سليمان عليه السلام أن القرآن دائماً يصف قوته وينسبها إلى الله عز وجل وأن الله عز وجل سخر له سخر له سخر له ولم يذكر في هذا التسخير ما فعله اليهود مساعدةً لأمر الإيمان أو أمر الشريعة وإنما كان دائماً يذكر الطير يذكر الجن يذكر الريح وما إلى ذلك من أمور لكن اليهود كانوا يقمعون مع سيدنا سليمان عليه السلام ولكنهم في قلوبهم الكفر والبغض والعصيان وهذا ما ثبت بعد وفاة سليمان عليه السلام وارتداد القوم على أعقابهم ونكثوا العهود التي قطعوها لأنبيائهم .
إن سيدنا سليمان عليه السلام حكم تقريباً من سنة 1963 قبل الميلاد إلى سنة 1923 قبل الميلاد يعني أربعين سنة ثانية يعني سيدنا داوود حكم أربعين سنة ووراه سيدنا سليمان بردو أربعين سنة طبعاً كانت فترة سيدنا سليمان عليه السلام فترة قوة نسجت حولها آلاف وملايين الأساطير ومازالت إلى الآن تنسج الأساطير ولعل من أشهر الأساطير التي نسجت عن سيدنا سليمان عليه السلام هي قصة الهيكل وطبعاً كلنا بنسمع عن هيكل سليمان هيكل سليمان واليهود يبحثون عن هيكل سليمان في كل مكان وأشهر الأماكن التي يبحثون عن هذا الهيكل فيها تحت المسجد الأقصى ولا نرى ذلك إلا بغية هدم المسجد الأقصى بكثرة الأنفاق التي تحته والتي يحفرها اليهود طبعاً قصة الهيكل هذه قصة وهمية تماماً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر في الحديث في سرر النسائي وأشرنا إليه قبل ذلك أن سليمان عليه السلام بنى لله مسجداً بيت المقدس وكل ما فعله سليمان عليه السلام أنه أقام القواعد من جديد وجدد المسجد الأقصى الذي هو بين أيدينا الآن وليس هناك وجود للهيكل .
وعلى فكرة في توراة اليهود وفي كتب اليهود المختلفة الكثيرة اختلاف كبير جداً بين علماء اليهود على مكان هذا الهيكل المزعوم وعلى شكل هذا الهيكل ومنهم من يقول أنه كان من الحجارة وبعضهم من يقول أنه كان من الذهب الخالص وبعضهم يقول أنه من النحاس المكسي بالذهب واختلافات كثيرة بينهم , وقام العلماء اليهود وغيرهم بحفريات كثيرة ولم يظهر له أي أثر ولكن هو الحقيقة من نسج خيالهم .
وطبعاً حائط المبكى الذي يصلي عنده اليهود دائماً هو حائط البراق الذي ربط عنده صلى الله عليه وسلم البراق عندما ذهب إلى الإسراء والمعراج وسنتعرض لها عند الحديث عن رسولنا صلى الله عليه وسلم .
وطبعاً في أوصاف كثيرة ذكرت في حق سليمان عليه السلام مع إنو من أعظم أنبياء بني إسرائيل ويفتخرون بفترة حكمه فما بالكم بالأنبياء الآخرين الذي جاؤوا في زمان ضعف بني إسرائيل !!
يا إخواني وأخواتي أنا أكرر الكلمة التي ذكرتها في أوائل هذه الحلقات " نحن أحق بأنبيائهم منهم " نحن حقيقةً أحق بأنبياء بني إسرائيل من بني إسرائيل لأننا نقدر ونعظم ونبجل كل أنبياء الله عز وجل في الحلقة القادمة بإذن الله سنرى ماذا حدث في أرض فلسطين بعد وفاة سليمان عليه السلام وما الذي حدث لهذه المملكة الكبرى التي أسسها هو وأبوه وفي هذه الحلقة أيضاً سنتعرف على واقع اليهود مع الإغريق ومع الرومان ومع الدول التي تتالت بعد ذلك
نسأل الله عز وجل أن يفقهنا في سننه وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه هو لذلك وهو القادر عليه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire