mercredi 23 décembre 2009

قصة فلسطين 6

قصة فلسطين 6
2009-12-19
برنامج : خط الزمن
عنوان الحلقة : قصة فلسطين
د. راغب السرجاني

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد :
أهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء الطيب المبارك وأسأل الله عز وجل أن يجعل هذا اللقاء في ميزان حسناتنا أجمعين .
مع الحلقة التاسعة من خط الزمن ومازلنا مع قصة فلسطين , في الحلقة اللي فاتت اتكلمنا على بعثة الحبيب صلى الله عليه وسلم وعلى توجه عليه الصلاة والسلام المؤمنون معه إلى بيت المقدس إلى المسجد الأقصى في فلسطين بالصلاة مدة 15 سنة متصلة 13 في أرض مكة المكرمة و17 شهر تقريباً في المدينة المنورة بعد الهجرة يعني توجه فعلاً
فهذا يا إخواننا يمثل تقريباً 65% من فترة البعثة النبوية يعني 15 سنة من أصل 23 سنة يعني معظم حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أو الجانب الأكبر من حياة الرسول عليه الصلاة والسلام كان متوجهاً بالصلاة إلى المسجد الأقصى وهذا له دلالات كثيرة لعله من أهمها كما ذكرنا في الحلقة السابقة تعظيم قدر القدس في صدور المؤمنين الكلام ده مش خاص بس بالجيل اللي صلى ناحية بيت المقدس إلى الآن وإلى يوم القيامة مازلنا بنقول أولى القبلتين وهذه لا ننساها أبداً وده كان جزء مهم جداً من ديننا زي ما قلنا 15 سنة متتالية في عمر حبيبنا أو في عمر بعثة حبيبنا صلى الله عليه وسلم والرسول عليه الصلاة والسلام مش بس بيعظم المسجد الأقصى ده كان بيعظم المكان اللي حولين المسجد الأقصى زي ما ربنا ئال {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (1) سورة الإسراء .
السيدة ميمونة بنت سعد رضي الله عنها كانت تسأل الرسول عليه الصلاة والسلام وتقول يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس ايه قيمة بيت المقدس أفتنا في بيت المقدس قال صلى الله عليه وسلم ((أرض المحشر والمنشر)) طبعاً يقصد القدس وما حولها من أرض الشام أرض المحشر والمنشر تخيل أن بركة هذه الأرض وقيمة هذه الأرض ستظل إلى يوم القيامة ربنا سبحانه وتعالى عندما يحشر الناس يوم القيامة لا يحشرهم في البيت الحرام لا يحشرهم في مكة المكرمة لا يحشرهم المدينة المنورة إنما يحشرهم في بيت المقدس يحشرهم في أرض الشام هذه يا إخواني دلالات في غاية الأهمية على عظم قدر هذه الأرض .
ولم يعظم الرسول صلى الله عليه وسلم فقط الأرض التي هناك وإنما عظم البشر الذين يعيشون على هذه الأرض قال صلى الله عليه وسلم في أحد الأحاديث العظيمة التي تنبئ بالمستقبل الذي سنأتي إليه قال ((لايزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من ناواهم حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك)) يا إخواني ويا أخواتي هناك طائفة من المؤمنين تحمل الراية لن تسقط راية الإسلام أبداً هذا وعد من رب العالمين سبحانه وتعالى وبشّر به حبيبنا في أكثر من رواية دائماً حيكون في ناس فاضلة شايلة الرواية وحاملة اللواء ومكلمة لغاية يوم القيامة .
أحد الصحابة في أحد الروايات مسلم بن حنبل رحمه الله قال أين هم يا رسول الله شوف الإجابة ايه ببيت المقدس هنا في بيت المقدس في أرض فلسطين والقدس وحوالين القدس والقدس أرض رباط يا إخواني ولعل اللي يراجع التاريخ حيلاحظ هذه الملحوظة واحنا ماشين مع بعض إن شاء الله في قصة فلسطين وشايفين الملاحم الكبرى التي عاشها أنبياء لله عز وجل في أرض فلسطين الصدام الحق بالباطل في كل عهد الأنبياء حتى في عهد نبينا صلى الله عليه وسلم ثم في عهد الفتوحات الإسلامية وإلى زماننا الآن ولسة حنمر بمراحل كتيرة جداً ولسة حنمر لحد يوم القيامة هذه نقطة صدام دائمة بين الحق والباطل في أرض فلسطين عشان كده ربنا سبحانه وتعالى زرع فيها الذين يحملون اللواء ولا يتركونه أبداً فين في أرض فلسطين ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس .
عمّت بركة المسجد الأقصى وبيت المقدس في كل بلاد الشام الرسول عليه الصلاة والسلام يقول يا طوبى للشام يا طوبى للشام قالها مرتين فقال الصحابة ففيما ذلك يا رسول الله فقال تلك ملائكة الله باسطة أجنحتها على أرض الشام يعني انظر إلى هذا المكان تظلله ملائكة الرحمن الشام كله والسنتر بتاعه أو المركز بتاعه فين في بيت المقدس في القدس الشريف في المسجد الأقصى .
طبعاً الأحاديث أكثر من ذلك بكثير بس أنا باخد بعض الشواهد من بعض أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وفي كتب ألفت للبيت المقدس في فضل المسجد الحرام في فضل المسجد الأقصى في فضل فلسطين في مؤلفات ضخمة في هذا المجال فليرجع إليها عند إرادة الاستزادة .
وكأن الكلام يا إخواني وأخواتي الكلام ليس كافياً كأن الكلام الرسول عليه الصلاة والسلام بوصف الأحوال والقيمة العظيمة لأرض فلسطين ووصف درجة الناس اللي عايشة هناك ووصف قيمة أرض الشام كأنه ليس كافياً فبعث أو أرسل ربنا سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم إلى أرض فلسطين بنفسه لتزداد تشريفاً وتعظيماً وبركة بزيارة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لهذه البلاد .
وأرسله صلى الله عليه وسلم أرسله الله سبحانه وتعالى إلى هذه البلاد بمعجزة خارقة تلك هي معجزة الإسراء والمعراج وكلنا طبعاً عارفين الإسراء والمعراج والدلالات فيه أكثر من أن تحصى وطبعاً الناس بتختلف في تحديد زمان الإسراء والمعراج هو طبعاً يقيناً كان فترة مكة المكرمة بيتختلفوا في تحديد السنة العاشرة ولا الحادية عشرة ولا الثانية عشرة أنا أرجح أنه كان في الثانية عشرة بين بيعة العقبة الأولى وبيعة العقبة الثانية وهذه طبعاً من أصح الأقوال لأن الإسراء والمعراج كان في 27 رجب هذه من أضعف الروايات هذا بالمناسبة وليس مؤكداً وعلى الأغلب أنه ليس في هذا اليوم مع شهرة هذا اليوم عند المسلمين .
الشاهد من القصة أن الإسراء يا إخواني وأخواتي كان بالروح والجسد الرسول عليه الصلاة والسلام كان قد انتقل بجسده هكذا وكما وصف صلى الله عليه وسلم قال أنه ترك فراشه دافئاً وذهب إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى السموات العلا ثم عاد إلى فراشه ومازال الفراش دافئاً الكلام ده ما يتعلقش عليه في الأحلام أو في الرؤى بدون الجسد طبعاً الناس بتقول إن في الإسراء كان بالروح فقط وليس بالجسد مهزومة نفسياً أمام ما يقوله الغرب وما يقوله الشرق أنه مش معقول أن ينتقل من هذا المكان إلى البيت المقدس إلى السموات العلا كل ده في لحظات أو في جزء من الليل احنا بنقول سبحان الذي أسرى بعبده .
عندما تتفكر في قدرة رب العالمين كل هذه الأشياء تهون وكما قال الصديق عليه رضوان الله قال أصدقه في خبر السماء يأتيه في لحظة يعني جبريل يأتي عليه من السماء العليا إلى الأرض ثم يعود إلى رب العالمين ثم يعود إليه كل هذا في لحظات يعني في ثانية أو أقل من الثانية ومع ذلك أصدقه في هذا الخبر فهذا هو يقين المؤمنين .
ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى في الإسراء ولازم نقف وقفة ونسأل ليه الإسراء إذا كان الغرض إن أنا أشوف الجنة والنار وإن أنا أتعرف على أحوال الغيب وإن أنا أقابل الأنبياء في السموات العلا وإن أنا أصل إلى سدرة المنتهى ويلتقي مع رب العزة سبحانه وتعالى في هذا اللقاء الفريد الذي ما حدث مع بشر ولا مع خلقٍ قط كيف هذه الإنتقالة ليه ما يطلعش من الكعبة المشرفة من مكة المكرمة إلى السموات العلا وحتى لو قلنا اللي بيقولوا خلاص عشان يقابل الأنبياء طب ما ربنا سبحانه وتعالى يأتي بالأنبياء إلى مكة المكرمة ومكة المكرمة أعظم قدراً من القدس والبيت الحرام أعظم قدراً من المسجد الأقصى لماذا هذه الإنتقالة هذه الإنتقالة لها أهداف كثيرة وحكم كثيرة أذكر منها هدفين أو حكمتين الحكمة الأولى هو تسلم مقاليد أو مفاتيح قيادة البشرية فالبشرية دينياً كان تقاد من فلسطين الأنبياء السابقين أنبياء بني إسرائيل ونبي النصارى عيسى عليه السلام وبعث في هذا المكان وكان العالم يقاد دينياً والتوحيد لله تعالى يبدأ من هذا المكان من أرض فلسطين الآن ستنتقل القيادة إلى أمة الإسلام أمة الإسلام هي الأمة الخاتمة أمة الإسلام التي بعث فيها النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم وكتابنا القرآن الكريم أخر الكتب السماوية أخر منهج تشريعي أوحى به ربنا سبحانه وتعالى إلى العباد والذي ارتضاه لنا رب العالمين إلى يوم القيامة فلذلك ذهب صلى الله عليه وسلم ليستلم مفاتيح قيادة الدنيا بكاملها وإلى يوم القيامة من المكان الذي ظل يقود الدنيا سنوات وسنوات ومئات السنوات من الزمن كما نعلم جميعاً ديت هدف الهدف الثاني كما نعلم جميعاً بالأهمية هو تعظيم قيمة فلسطين في عيون المسلمين والمؤمنين إلى يوم القيامة يعني القبلة إلى المسجد الأقصى والمسجد الأقصى الصلاة فيه تساوي أكتر من خمسمئة ولا تشد الرحال إلا إليه وفوق ده كله الإسراء إلى هذا المكان فيصبح مسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم يصبح هذا المكان مكرماً ومعظماً عند عامة المسلمين ونتوق إليه ونتذكره في كل عام على الأقل مرة عندما نتحدث عن الإسراء والمعراج لا يمكن أبداً أن يخلو الحديث من حديثنا عن فلسطين كل ده عشان ربنا سبحانه وتعالى يعظم عندنا قدر هذا المكان العظيم المسجد الأقصى والقدس وفلسطين لأن ربنا سبحانه وتعالى في سابق علمه يعلم أن هذا المكان سيظل بؤرة صراع سيطمع فيه الفرس ويطمع فيه الرومان ويطمع فيه الصليبيون ويطمع فيه التتار ويطمع فيه الإنكليز واليهود وغيرهم وغيرهم مما عرفنا ومما لم نعرف بعد فلذلك وضع كل تلك المقومات لتحميس المسلمين بالدفاع عن هذا البيت العظيم وعن هذا المكان العظيم وليست هذه فقط هي فضائل فلسطين أو بيت المقدس نعرف طرفاً أخر بإذن الله بعد الفاصل فابقوا معنا .
بعد الفاصل :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نرجع تاني كنا بنتكلم قبل الفاصل على وضع فلسطين في عين الحبيب صلى الله عليه وسلم ووضع الإسراء والمعراج اتكلمنا على قضية أن يسرى عليه الصلاة والسلام أولاً إلى المسجد الأقصى ثم بعد ذلك يعرج به إلى السموات العلا وليه ربنا سبحانه وتعالى ما عملش المعراج مباشرةً من مكة المكرمة إلى السموات العلا .
أخر حاجة حنعلق عليها بالنسبة لحادثة الإسراء والمعراج هي اللي يقرأ السورة يجد في أول السورة آية تتحدث عن الإسراء والمعراج ثم متبوعة بعدة آيات كثير في مباشرة وإلى آخر السورة تتكرر مرة ثانية الحديث عن إفساد بني إسرائيل في الأرض ولاشك أن العلاقة بينهما واضحة .
الحديث عن الإسراء والمعراج وقضية انتماء المؤمنين والمسلمين إلى هذا المكان إلى المسجد الأقصى وإلى الأرض التي بارك ربنا سبحانه وتعالى فيها حول هذا المسجد الأقصى وقضية الحديث عن بني إسرائيل وإفساد اليهود في الأرض هذه قضية واضحة الربط تماماً وربنا سبحانه وتعالى بيقلنا بشكل واضح أن الصراع على هذه المنطقة سيظل طويلاً إلى يوم القيامة بين المسلمين وبين اليهود نعم قد يحدث صدام بين المسلمين وبين أعداء أخر كثيرين بين الرومان بين الصليبين بين كذا وكذا لكن ستظل صراع اليهود مع المسلمين حول هذا المكان سيظل هذا الصراع دائراً إلى يوم القيامة ولعل من يشاهد الأحداث التي تمر بها الأمة في زمان الآن يفهم جيداً هذا الربط الموجود في سورة الإسراء .
هما طبعاً عندهم يدعون الهيكل مكان المسجد الأقصى أو تحت المسجد الأقصى هذه عقيدتهم المحرفة كما يقولون وعقيدتنا أن المسجد الأقصى هو الذي أسري بالرسول صلى الله عليه وسلم إليه وهو المكان المعظم الذي تحدثنا عنه هذه عقيدتهم وهذه عقيدتنا فهي عقيدة في مواجهة عقيدة يقولون هيكلهم ونحن نقول مسجدنا .
الاهتمام بالمسجد الأقصى أو بفلسطين مكانش اهتمام بالمكان أو بالبشر الذين يعيشون هناك أو بتطلعات للمستقبل الذي يكونون عليه ولكن كان الرسول صلى الله عليه وسلم حتى في زمن مكة المكرمة بالقوى المتصارعة على هذا المكان من القوى العالمية زي ما ئلنا ئبل كده الفرس والرومان كانوا بيتخانئوا على المسجد الأقصى بيتخانئوا على القدس بيتخانئوا على أرض فلسطين هذا الصراع الذي كان يدور على أرض فلسطين من هذه القوى العظمى كان يشتغل الرسول صلى الله عليه وسلم وكان يشغل الصحابة معه تخيلوا مع إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عايش في ذلك الوقت في مكة المكرمة ومعه قلة قليلة جداً من المؤمنين وفين بئى قوة فارس وقوة الرومان هذه قوة لا يمكن بحال من الأحوال أن تقارن بحال المؤمنين أو بقوة المؤمنين في ذلك الوقت ومع ذلك صلى الله عليه وسلم مشغول بصراع القوى العالمية حول هذا البيت العظيم وحول هذا المكان المبارك أرض فلسطين .
لما انتصر الفرس على الرومان في أرض فلسطين ماذا حدث الرسول عليه الصلاة والسلام حزن حزناً شديداً وكذلك حزن الصحابة وفرح المشركون لماذا فرح المشركون ولماذا حزن الرسول عليه الصلاة والسلام ؟
حزن الرسول عليه الصلاة والسلام لأن الذين هزموا أهل كتاب النصارى في ذلك الوقت النصارى الذين كانوا يحكمون فلسطين في الدولة الرومانية مع التحريف الذي كان عندهم ومع الخلاف الذي كان بينهم وبين ما كان يجب عليه الاعتقاد السليم إلا أن الرسول عليه الصلاة والسلام حزن لأن أقرب ما يكون من المؤمنين من أولئك الذين يعبدون النار من دون الله عز وجل وفرح المشركون لأن الفرس وثنيون كالمشركين فاعتبروا أن ذلك بشارة خير للمشركين لكن نزلت قول ربنا سبحانه وتعالى {غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} سورة الروم , بشارة للمسلمين في أن الرومان سينتصرون على الفرس تخيل لما ربنا يبشر المؤمنين أن النصارى سينتصرون على عبدة النار من دون الله عز وجل وحمل المسلمون هذه البشارة وآمنوا بها على كل يقين حتى أن الصديق كما هو معروف رضي الله عنه وأرضاه راهن أحد المشركين على هذا النصر الذي سيحدث من قبل الرومان على الفرس طبعاً في ذلك الوقت لم يكن الرهان حراماً فراهن هذا الرهان وكان على عدد كبير جداً من الإبل وسبحان الله الرهان ده كان معمول لمدة خمس سنوات ومرت الخمس سنوات ولم يحدث انتصار للرومان على الفرس ففرح المشركون وقالوا لم يتنبأ في الحقيقة السليمة فهذا طعن في القرآن الكريم فقال صلى الله عليه وسلم ماذا تقولون للبضع عندكم ربنا يقول في بضع سنين قالوا هو ما دون العشرة فقال فراهن على ما دون العشرة وزدهم في الرهان وزد في الرهان يعني زود اللي إنتوا بتتراهنوا عليه وأعطى الرقم لأقل من عشرة وسبحان الله في سبع أو تسع سنوات على اختلاف الروايات تم نصر الرومان على الفرس في أرض فلسطين وعادت الأرض الفلسطينية تحكم بالنصارى الرومان إلى أن يتسلم حكمها بعد ذلك المسلمين كما هو معروف .
لكن الشاهد إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان بيتابع الأحداث على أرض فلسطين حتى وهو في مكة المكرمة وكلنا عارفين إن النصارى حرفوا وبدلوا كثيراً لذلك الرسول عليه الصلاة والسلام حاول أن يزرع في قلوب المسلمين أن هذه الأرض المباركة لم تظل طويلاً في أيد النصارى المبدلين في ذلك الوقت الذين غيروا شريعتهم والذين لم يتبعوا أقوال نبيهم عيسى عليه السلام ولم يتبعوا بشارة عيسى عليه السلام أن هذا الرسول حق وأنه عندما يبعث لابد لكم أن تتبعوه لذلك الرسول عليه الصلاة والسلام في يوم الأحزاب بشر الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أن الشام بكاملها ستفتح للإسلام وعندما أعترض الصحابة صخرة شديدة ذهب الرسول عليه الصلاة والسلام وأتى بالمعول وبدأ يكسر في هذه الصخرة وقال بسم الله الله أكبر تطاير الشرر من الصخرة قال أعطيت مفاتيح الشام ها أنا أرى قصورها الحمراء من مكاني هذا يبشر الصحابة وهم محصورون في الأحزاب في المدينة المنورة أنه سيأتي زمان يفتح الله عز وجل فيه للمسلمين للمؤمنين لأتباع النبي صلى الله عليه وسلم الخاتم أرض فلسطين فيحكمونها بالإسلام كما بشر الرسول عليه الصلاة والسلام ..
يريد أن يزرع فيهم المعنى الدقيق أن فلسطين هدية للمؤمنين يا إخواني وأخواتي الذي يتبع شرع ربنا سبحانه وتعالى تعطى هذه البلاد والذي يفرط تضيع منه هذه البلاد وإذا فرط النصارى وبدلوا وغيروا فلابد أن تنزع من الرومان حتى ولو انتصروا على الفرس أعظم قوتين في الأرض تنزع من الرومان وتعطى للمؤمنين وإن كانوا قلة ولو كان عددهم قليلاً وقوتهم ضعيفة .
في إشارة سريعة في كلمة لطيفة جداً على كلمة أدنى الأرض غلبت الروم في أدنى الأرض والعلماء سبحان الله يثبتون الآن أن أدنى الأرض بمعنى أن أكثر النقاط انخفاضاً عن سطح البحر في الدنيا في هذا المكان الذي هزم فيه الرومان 400 متر تقريباً تحت مستوى سطح البحر في أدنى الأرض يعني في أقل نقطة في المستوى في العالم أجمع وهي من معجزات القرآن الكريم .
بعد صلح الحديبية طبعاً صلح الحديبية كان في أواخر العام السادس من الهجرة بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام يراسل أمراء وقادة وملوك العالم وكان ممن أرسل إلى القادة الذين يحكمون فلسطين وما حولها من أرض الشام فلسطين زي ما ئلنا كانت تحت الحكم الروماني وكان بيتولى قيادة الأرض الفلسطينية وما حولها الغساسنة والنصارى التابعين بعد ذلك للدولة الرومانية فممن أرسل إليهم الرسول عليه الصلاة والسلام الرسائل فمنهم هيرقل اللي هو كان قيصر الروم في زمن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام وأرسل كذلك إلى شرحبيل بن عمر الغساني اللي هو كان ملك الغساسنة بيحكم دمشق كلها من أرض فلسطين وأرض الشام فأرسل إليهم رسائل تدعوهم إلى الإسلام وكلنا يعرف الرسالة المشهورة التي ذهب بها أرسلها الرسول عليه الصلاة والسلام إلى هيرقل وإلى عامة الملوك في العالم , فهيرقل لما جاءته رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام أراد أن يستوثق من طبيعة الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يذكر أنه نبي ومبعوث من رب العالمين سبحانه وتعالى فسأل عن بعض العرب وكان أبو سفيان في تجارة في منطقة الشام فأتوا به للحوار معه حول قضية بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام وكلنا عارفين الحوار ده وهو مشهور وجاء في صحيح البخاري وفي هذا الحوار يسأل هيرقل أسئلة معينة ويا إخواني وأخواتي هذه دلالة واضحة على امتلاك صفات معينة موجودة في كتب التوراة والإنجيل تصف رسولنا صلى الله عليه وسلم وتحدد صفات معينة للنبي الذي سيبعث في أخر الزمان وبيسأل عن أشياء معينة في نسبه وأشياء معينه في صفته وأشياء معينة في أتباعه وأشياء معينة في طريقة حياته وأشياء معينة في إتباع الناس له وإنكارهم عليه سبحان الله أسئلة واحد ورا التاني ورا التالت وسبحان الله أبو سفيان يجيب على أسئلة هيرقل في أخر الكلمات أعلم هيرقل أنه لو كان عند هذا النبي لغسل عنه قدميه والحديث عنه في البخاري لغسل عنه قدميه ولتجشم المصاعب حتى يلقاه لكن سبحان الله مع مرور الوقت هيرقل حسبها في دماغه ولاقى الملك بتاعه حيضيع ولاقى الناس حتقتله في أرض الرومان ولاقى القساوسة كلهم قاموا عليه معظمهم يهاجمون النبي صلى الله عليه وسلم فخاف على ملكه وضن به فكفر بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم مع يقينه التام أنه مبعوث من الله سبحانه وتعالى هذا كان موقف هيرقل لكنه حمل بالهدايا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه رفض أن يدخل في الإيمان خوفاً من الداعي وخوفاً من سلطانهم .
ماذا فعل شرحبيل ابن عمر الغساني الذي كان يحكم دمشق في ذلك الوقت وما هو رد فعل الرسول عليه الصلاة والسلام على هذا الذي فعله شرحبيل بن عمر الغساني هذا حديثٌ يطول نؤجله للحلقة القادمة أسأل الله عز وجل أن يفقهنا في سننه وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire