mercredi 23 décembre 2009

مع أبي حفص عمر بن الخطاب

مع أبي حفص عمر بن الخطاب
2009-11-17

السلام عليكم أحبتي بالله مرة أخرى أعود وألقاكم في لقاء جديد من رجال حول بيت المقدس رجال كانوا حول النبي صلى الله عليه وسلم رجال نصروا الله تبارك وتعالى ونصروا دين الله عز وجل فأقول الحمد لله حتى يرضى والحمد لله إذا رضي والحمد لله بعد الرضا وسلام على عباده الذين اصطفى لاسيما نبينا المصطفى ومن بسنته وأثره اقتدى واهتدى واقتفى واكتفى أما بعد أحبتي في الله يا أحباب الأقصى وحماة النصرة في كل مكان يا أيها القلوب الهائمة حباً وعشقاً وشوقاً لهذه الأرض الطيبة لهذا المسجد المبارك إننا اليوم مع شخصية فريدة مع عبقري من عباقرة هذا الدين مع عبقري من عباقرة الإسلام قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح قال (( فما رأيت عبقرياً يفري فري عمر )) فنحن مع العبقري الذي كان يفري العلم فرياً والذي كان ينتزع العلم انتزعاً والذي لما استحال العلم إليه استحال الدلو إليه استحال غربا أي استحالت عظيمةً فنحن اليوم إن شاء الله جل وعلا مع أبي حفص أمير المؤمنين الخليفة الراشدي العادل مع علاقته مع بيت المقدس مع ارتباطه مع بيت المقدس سنكون مع كوكبة نيرة لكن سنكون مع الفاتح الذي كان وراء فتح بيت المقدس الذي كان وراء الوصول إلى هذه الأرض المقدسة الذي دخل إلى هذه الأرض فكبر لما أن رأى بيت المقدس فقال الله أكبر الله أكبر الذي لما وصل إليها فسأل واستحضر في قلب الإمارات والعلامات التي أرشدهم إليها النبي صلى الله عليه وسلم إذا يتوفى الحبيب صلى الله عليه وسلم وينفذ بعثه أسامة وعمر بن الخطاب كان تحت لواء بعث أسامة إلا أن أبي بكر سأل أسامة بن زيد أن يبقى عمر بن الخطاب فبقي عمر بن الخطاب ولكن من حياتهم الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم علم عمق بيت المقدس وعلم أهمية بيت المقدس وعلم كيف نتعامل مع بيت المقدس سمع أحاديث كثيرة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم رتلت على مسامعه سورة بني إسرائيل سورة الإسراء رتلت على مسامعه سورة النجم تليت على مسامعه كثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وعلم أن بيت المقدس لا محال ولابد أن تعود لحضن المسلمين لحضن التوحيد إذا ما كانت حركة الإسلام تبدأ بآدم عليه السلام فمعنى ذلك أنه لابد أن تعود بيت المقدس إلى حضن المسلمين وإلى حضن التوحيد .
إذاً بعد أن ذهب أسامة بن زيد بعث عمر بن الخطاب قادته وجيشه الإسلامي في أنحاء الأرض في أرض فارس وفي أرض العراق وفي أرض الشام ويصل قادة إلى أرض الشام لعل من أشهرهم هو عبيدة بن الجراح وشراحبيل بن حسنة ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم ولما عدَّ غير واحدٍ من أهل العلم أسماء الصحابة الذين توفوا أو استشهدوا هنا في بيت المقدس فإنهم عدد كبير جداً إنهم عدد ليس قليل بل إن من استشهدوا في أرض مواس وحداها عددهم لا يقل عن خمسة وعشرين ألف شهيد .
إذاً نحن مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه تصل جيوش المسلمين إلى أرض الجابية ولم تصل إلى أرض الجابية يرسلون الرسائل إلى بيت المقدس وإلى صفرونيوس كان آنذاك بطرياك القدس يرسلون رسائل إليهم ويحاصرون القدس فترة من الزمن فتستعصم القدس وتستعصي على المسلمين ويرسل المسلمون إلى أهل القدس بخيارات ثلاثة إسلام أو جزية أو قتال فاختاروا يختار بطرياك القدس صفرونيوس أن تسلم القدس ولكنه أبى أن تسلم القدس إلا إلى أمير المسلمين قال إن القدس عظيمة إن القدس ذات مكانة عالية ولا نسلم القدس إلا للمسلمين ذكرت بعض الروايات التاريخية أنه ذكر في الكتب أو ذكر عندنا في الكتب أن الذي يفتح القدس أمير الجيش فيأتي الأمير نفسه ليفتح القدس على اختلاف الروايات من المؤرخين سواءً أكان صفرونيوس هو من طلب ذلك اشترط ذلك أو أن عمر أراد أن يشارك في فتح بيت المقدس إلا أن الثابت تاريخاً هو أن عمر بن الخطاب رضي الله وأرضاه جاء إلى أرض المقدس ولم تكن مرة واحدة وإنما مرتين وفي بعض الروايات التاريخية بل كانت ثلاث مرات .
ثلاث مرات رجل لا سيارات ولا طائرات ولا آلات سفر مريحة يترك المدينة المنورة وهي مسجد النبي وبلد النبي ومأوى النبي ومسجد النبي وهناك مقام النبي صلى الله عليه وسلم لكنه مع ذلك يترك المدينة المنورة بكل فضائلها وينتقل لبيت المقدس لما علم من فضائلها ولما علم من قدرها ولما علم من فضلها يأتي من المدينة المنورة وينتقل إلى بيت المقدس بحرٍ شديدٍ وبرد شديدٍ وبعنةٍ وشقةٍ وكثير من المشقة فينتقل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه إلى بيت المقدس وفي طريقه كانت معه المرة الأولى التي يتناقشون فيها بهذه القضية ولكن ذكرت بعض مصادر التاريخ أن عمر رضي الله عنه وأرضاه في طريقه إلى أرض بيت المقدس إلى أرض الشام كان معه فرسه أو كانت معه ناقته وكان معه طعامه وكان معه خادمه فكان إذا تعب خادمه من المسير كان عمر بن الخطاب ينزل عن ناقته ويطلب من خادمه أن يركب ناقته وهذا من أعظم ومن أجمل ما يمكن أن يكون العدل الذي حقيقة ما سمعنا مثله وكما قال الشاعر وهو الذي نادى في أعلى صوته بالمؤمنين يقول فوق المنبر ما قولكم بصراحةٍ لو ملت برأسي هكذا يا معشري فأجابه رجل بسيط سنجيب رأسك هكذا بالباتر فأجابه عمر بوجه طيب باسم طيبت والله بقولك خاطري
قال كل الناس أفقه منك يا عمر حتى ربات الحجاب أصابت امرأة وأخطأ عمر فكان عمر بن الخطاب لما كان في الجاهلية بقلبٍ صلفٍ جافٍ هذا الذي في الجاهلية قبل أموراً لا يقبلها القلب الرقيق لا تقبلها الإنسانية العذبة السلسبيل لكنه كان قد قرع لبان الغلظة من أبيه كما تذكر الروايات وكان فيه شيءٌ من جفاء العرب وبداوة الصحراء وكان فيه من قسوة الصحراء الجافية الحارة القاسية القاطعة فلذلك نشأ على شيءٍ من القسوة والجفلة إلا أن الإسلام قد لين قلبه وإن الإسلام قد أدمع عينه حتى أنه بكى من خشية الله جل وعلا حتى ظهر في وجهه خطان أسودان من شدة البكاء وكان الصحابة يقولون كنت إذا اقتربت من عمر بن الخطاب تشتم من جوفه رائحة كبدٍ مشوي من شدة البكاء كان إذا سمع الآية من القرآن تتكلم عن القيامة يعود لبيته فيمرض ويعاد في بيته أيام والناس لا يعرفون لماذا يمرض ولماذا يعاد وإن الذي أفعل فيه وأعمل إنما هي آية في كتاب الله في الوعد والوعيد أو ذكرى الآخرة نحن مع عمر بن الخطاب حيث ترك المدينة المنورة حيث ترك بيت المقدس وما شارك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بفتح بلدٍ بنفسه إلا بفتح بيت المقدس وهذا يدلك على عظيم بيت المقدس .
بعض المستشرقين الإسرائيليين يحاولون جاهدين بأن يقولوا أن هذه الرواية رواية فتح عمر بن الخطاب أو مجيء عمر بن الخطاب إلى بيت افتئات المسلمين ومن اختلاق المسلمين وهي ليست ذات رصيد تاريخي وأنا أقول أن ذلك مثبت تاريخياً وأن مستشرقين غربيين أكدوا أن عمر بن الخطاب جاء بنفسه لفتح بيت المقدس .
في الطريق لبيت المقدس وصل عمر بن الخطاب كان في مخاضةٍ وكان يجر حطام ناقة خادمه وكان قد دخل المخاضة حتى أثر طين الأرض وأثر بلل الأرض بثيابه ومع ذلك أتم الطريق وأكمل حتى وصل إلى مشارف بيت المقدس وكان في لقياه حِبه وحبيبه وصاحبه وقرة عينه أبو عبيدة عامر الجراح كأن بين الرجلين كانت خلّةً وصداقةً وصحبةً ومحبةً حتى أن عمر بن الخطاب قال على فراش موته الأخير قال لو كان أبا عبيدة حياً لاستخلفت أبا عبيدة فلئن سألني الله لما فعلت ذلك يا عمر لأقولنّ يا رب استخلفت على أمتك أمين الأمة فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أبو عبيدة أمين هذه الأمة .
فلقي أبا عبيدة وكان مما حدث أن أبا عبيدة سأل عمر بن الخطاب يا أمير المؤمنين لقد أصاب المؤمنين طاعون عمواس أصاب المسلمين حمى عمواس وعمواس هنا على بعد كيلومترات قليلة من بيت المقدس واختلف العلماء في سبب تسميتها وأن أخوض كثير في هذا المضمار والموضوع منهم من قال أنها سميت عمواس من عما واس أي عم الموت لأن الموت قد عمّ فيها وللآن ما تزال قبول خمس وعشرين ألف صحابي محفوظة في أرض عمواس ومازال من زمن الانتداب البريطاني أيضاً مقام للصحابي الجليل معاذ بن جبل ذلك أعلم الأمة بالحلال والحرام على خلاف العلماء في موضع وفاته حتى كتب عليه the General معاذ بن جبل .
إذا وصل فقال أبو عبيدة قد أصاب المسلمين طاعون عمواس إني أرى أن يخرجوا من عمواس فقال عبيدة مستغرباً قال يا أمير المؤمنين أنفر من قدر الله أفراراً من قدر لله فقال عمر بن الخطاب واسمع لهذه المقولة فقال المقولة ما أجملها وما أروعها اسمعوا لها ما أعظمها يقول له يا أبا عبيدة والله لو قالها غيرك لو قالها رجل أشك في دينه أشك في علمه أشك في ثقته لأوسعته ضرباً يا عبيدة نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله سبحان الله .
هذا روعة في الفهم هذا عمق في الفهم نفر من قدر الجوع إلى قدر الشبع ومن قدر العطش إلى قدر الرّي ومن قدر الفاقة والعوز والفقر إلى قدر الاستغناء نفر من قدر الضعف والذل والاستهزاء إلى قدر القوة والتمكين بالأسباب وأن نبني وأن نخوض العباب والبحار ونخوض الجبال حتى نصنع أمةً عزيزة أبيةً كريمةً قال نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله ثم أكمل الطريق حتى إذا وصل إلى بيت المقدس ولما وصل إلى بيت المقدس دخل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه دخل إلى بيت المقدس طبعاً في روايات تذكر أن صفرونيوس نظر أو أطل من شرفات القدس إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فلما رأى عليه وصف ما جاء في الإنجيل ما جاء في الكتاب علم أنه فاتح بيت المقدس ففتحت الأبواب ودخل الصحابة بإذن الله جل وعلا محلقين الكفر من هذه الأرض ومقصرين فدخلوا إليها وعمرت الأرض بقلوبهم طهرت بأجسادهم زكت بزكاة نفوسهم إذا بهذه الأرض قد اشرأبت وكبرت بتكبيراتهم .
في الفاصل وبعد أواصل معكم إن شاء الله جل وعلا عن عمر بن الخطاب في هذه الأرض ما الذي فعل وماذا حدث وما الذي كان في طريق عودته إلى المدينة المنورة ألقاكم بعد الفاصل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بعد الفاصل :
مرحبا أحبتي في الله مرة أخرى ونعود ومازلنا مع بيت المقدس ولكننا مع ضيف جديد حبيب عزيز عليها نحن مع أمير المؤمنين يدخل بخطاه الأولى إلى داخل المسجد الأقصى المبارك لكن حتى تكمل لنا الصورة عندما أتكلم عن عمر بن الخطاب في داخل المسجد الأقصى المبارك دعوني أذكركم أن عمر بن الخطاب في طريقه إلى بيت المقدس لقي كعب الأحبار وكان كعب الأحبار قد أوصاه أبوه كان من زعماء وأحبار اليهود كان قد أوصاه أبوه ان يؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأن يتبع نبوته هكذا الله جل وعلا قال فلما جاءهم عرفوا من الحق كفروا به فلعنة الله على الكافرين هم كانوا يعرفون الدين كانوا يعرفون النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم لكنهم كانوا قد تنكروا لكل ذلك .
على العموم كان كعب الأحبار ينتظر أن يأتي فيبايع النبي صلى الله عليه وسلم لكن بلغه أن النبي قد توفي فبلغه أن أمير المؤمنين في طريقه إلى بلاد الشام فلقيه وسأله أسئلةً ثم أسلم بين يديه وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ثم مضى معه من أرض الشام إلى أرض بيت المقدس حتى تفتح بيت المقدس لأن لبيت المقدس مكانةً أيضاً وأراد كعب الأحبار أن يشارك في ذلك .
فكان كعب الأحبار إذاً وهو تابعيٌ إذا كان كعب الأحبار مع الرفقة والصحبة التي دخلت بيت المقدس أول مرة بإذن الله جل وعلا لما وصل عمر بن الخطاب إلى جبل المكبر هنا في القدس أو إلى موضعٍ أخر ما إن رأى القدس ما إن رأى المسجد الأقصى حتى جال بخاطره أنها الأوصاف الدقيقة التي سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء في مكة المكرمة استعاد سنوات طويلة استعاد أيام مكة وآهات مكة وعذابات مكة وآلام مكة واستحضر النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً قد جلّي له بيت المقدس يصف لأهل مكة بيت المقدس فإذا به يرى بيت المقدس كما تصورها أو كما صورها النبي صلى الله عليه وسلم بتصويرٍ فني فتوغرافيٍ لا يمكن أن تأتي عليه الألسن ولا الكلمات ولا العبارات ولا ريشة رسام لا من قريب ولا من بعيد بل إنه تصوير لا يمكن إلا أن يكون تصويراً حقيقياً لولا أنها كلمات فرأى فكبر الله أكبر فعلم أنها القدس وأنها بيت المقدس وأنها القبلة التي كنت أصلي إليها ما رأيتها زمناً طويلاً وأنا الآن أرى هذه القبلة شوف ما أجملها أنت تصلي عندما تذهب إلى مكة المكرمة وتصلي فولِ وجهك شطر المسجد الحرام أنا أصلي مولياً وجهي شطر المسجد الحرام الآن أنا أرى المسجد الحرام الآن أنا استقبل الكعبة عياناً وهذا فيه معانِ جليلة جميلة عذبةٌ بإذن الله تعالى 0
دخل بوابة بيت المقدس طلب من الصحابة أن يدخلوا بخشوع وخضوع وتواضع وخنوع لله فنكسوا جميعاً رؤوسهم ودخلوا مكبرين بأمر الله فلما رأوهم النصارى عجبوا كيف يدخل هؤلاء الفاتحين كيف يدخلون وهم بهذا الصورة من التواضع بهذه الصورة من خفض الجناح الأصل أن يدخلوا ببخترة وعنترةٍ وعلو وعزةٍ ولكن الله جل وعلا يأبى على المسلم إلا أن يظل متواضعاً لله جل وعلا أن يبق ساكناً مطمئناً لله تبارك وتعالى .
فيدخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه كأني به دخل من الجهة الشمالية من المسجد المبارك كأني به دخل من جهة باب عرف متأخراً باسم عجرمة القانوني باسم باب الأسود من تلك المنطقة طبعاً هذه الأسوار لم تكن كاملة لكن العبرة عندي بقراءتي للسنة النبوية وسيرة الخلفاء أرى أنه دخل من الجهة الشمالية للمسجد الأقصى المبارك فكانت قبة الصخرة أمامه وكان المسجد الأقصى الجامع الجنوبي أيضاً أمامه أيضاً .
ولما نقول قبة الصخرة ومسجد الجامع كل ما ترونه من أسوار كل ما هو داخل الأسوار هو من المسجد الأقصى المبارك لكن في الجهة الشرقية هذا السور الذي أمامنا والذي عن جهتي أنت كمشاهد الآن على يسارك في الجهة الجنوبية بالقبة السوداء هو المسجد الأقصى المبارك والذي عن يمينك في القبة الصفراء هذه قبة الصخرة وفي شمالها أي عن يمينك تأتي شمال المسجد الأقصى المبارك فكأنما عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه دخل من الجهة الشمالية مستقبلاً قبة الصخرة أو الصخرة وقتها ما كانت قبة صار مستقبلاً صخرة بيت المقدس ومستقبلاً أيضاً المسجد الأقصى الجامع الجنوبي للقبة السوداء فدخل فسأل كعب الأحبار قال أين ترى أن أصلي كعب وكان في كثير من الروايات على صخرة بيت المقدس كان النصارى نكايةً كانوا قد رموا القاذورات والنجاسات عليها فأمر عمر بن الخطاب بتنظيفها وتطييبها وجعل أيضاً ينظف بكم يده فقال أين أصلي يا كعب الأحبار فقال كعب الأحبار يا أمير المؤمنين أرى أن تصلي شمالي الصخرة فتكون مستقبلاً القبلتين لأنك لو صليت شمالي قبة الصخرة كما ترون في الصورة فتكن الصخرة أمامك في جهة لو مثلاً صليت وأمامك قبة الصخرة وأمامك المسجد الأقصى وأمامك أيضاً الكعبة من جهة القبلة فقال أرى أن تصلي شمالي الصخرة فتستقبل القبلتين فنظر إليه عمر بن الخطاب وقال أيهوديةٌ يا كعب الأحبار يعني أتريدني أن أستقبل قبلة يهود فأبى فاستدار ثم صلى جنوبي قبة الصخرة في الجهة الشرقية الجنوبية للمسجد الأقصى قبلي الجامع الموجود الآن فصلى في موضعٍ معروف الآن في داخل المسجد الأقصى باسم مصلى عمر ولذلك فالسنة أن يصلى في هذا الموضع الذي صلى فيه عمر بن الخطاب وإن كان أقدس موضع وهو مهم جداً أن أذكر به المسلمين أقدس موضع في داخل المسجد الأقصى المبارك هو موضع الصخرة لأنه موضع القبلة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث وبعض العلماء قال هذا منسوخ الحديث نهى أن تستقبل القبلتين ببول أو غائط والقبلة هي الصخرة نفسها ولكن السنة أن يصلى في الجهة الجنوبية حيث كان يصلي عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه فصلى هناك ثم أقيمت صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك بإذن الله تعالى وأعلن المسجد الأقصى المبارك مسجداً حقيقياً للمسلمين بعد أن كان مسجداً حكمياً لقوله تعالى من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الله سماه مسجد الأقصى في العهد المكي وبقي وتحققت النبوءة وتحقق القرآن الكريم أو صدق القرآن الكريم وهو كذلك وحاشاه إلا أن يتحقق وتحققت آيات القرآن الكريم بعد أعوام قليلة عندما دخل عمر الفاروق إلى المسجد الأقصى المبارك فصار مسجداً يصلي به المسلمون .
بعد ذلك يخرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه كما قلت دخل بعهدٍ مع النصارى مع صفرونيوس فتمت اتفاقية تسمى العهدة العمرية مازالت الكنيسة الأرثوذكسية هنا في القدس تحتفظ بنسخة منها أو بنسخة مشابهة لها لأنني أرى النسخة الموجودة اليوم في الكنيسة الأرثوذكسية ليست النسخة الأصيلة التي كتب في عهد الصحابة وإنها نسخة أخرى مشابهة عنها كتبت في العهد العثماني على العموم هي عهدة عمرية تعطي النصارى حقهم الكامل في أرض بيت المقدس وفي كنائسهم هنا على أرض بيت المقدس كما يبدو أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بعدها مضى ليصلي في كنيسة القيامة أو قبل أن أنتقل بكم إلى كنيسة القيامة تعالوا معي كي أحدثكم عن موقفٍ من أعذب ما تكون المواقف عن موقفٍ أثر في أشد التأثير وما تزال آثاره وعلاماته فيَّ حقيقة :
عمر بن الخطاب رضي الله تعالى وأرضاه لما كان في داخل المسجد الأقصى دخل وقت صلاة العصر كان بين الفاتحين كان ممن ترك المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لا أؤذن لأحدٍ بعد رسول الله كان منهم بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه فترك المدينة ويمم نحو أرض السواد وأرض الشام فكان ممن شهدوا الفتح فنظر إليه عمر بن الخطاب وقال يا بلال ألا تؤذن يا بلال قال يا أمير المؤمنين إنما وعدت وعاهدت ألا أؤذن لأحدٍ بعد رسول الله قال يا بلال إنها القبلة الأولى إنه المسجد الأقصى يا بلال ألا تؤذن يا بلال ؟
فإذا بدمعة تنزل من عين بلال وقال أما وهو المسجد الأقصى فنعم يا أمير المؤمنين .
فيكون أول من أذن في المسجد الحرام وأول من أذن في المسجد النبوي وأول من أذن في المسجد الأقصى المبارك ولذلك فإن مؤذني المسجد الأقصى بعد ذلك لما تتبعت مؤذني المسجد الأقصى كلهم كانوا علماء كبار كل مؤذني المسجد الأقصى في الفترة الأولى في الفترة الراشدية والأموية كانوا من علماء الأمة الكبار فإذا ببلال وقف في موضع ما في المسجد الأقصى ها هنا ثم بدأ بالأذان فصاح بصوتٍ جليل بلاليٍ من أجمل ما يكون الله أكبر الله أكبر وما إن قال الله أكبر حتى ضج المسجد الأقصى ببكاء الصحابة فقد سمعوا تكبيرات بلال وتذكروا أن هذه التكبيرات طالما تردد صداها أمام حبيبهم صلى الله عليه وسلم وفي حياة حبيبهم صلى الله عليه وسلم فانتقلت أرواحهم بهم أرواحهم هناك وانتقلت أشواقهم هناك انتقلت بهم إلى المدينة المنورة إلى روضة الحبيب المصطفى إلى مكة المكرمة إلى أيام طيبة إلى أيامٍ خوالٍ كانت قلوبهم فيها معتقةً حباً وعشقاً وشوقاً كما قال بلال نفسه مرة مشتاقاً لمكة :
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادٍ وحولي ادخر وجليل
وهل أردنها مياهاً بجنة ويبدون لي شامةً وطفيل
فكأنهم قالوا دع القلوب تكن يا أصيل فأذن بلال الله أكبر الله أكبر فضج المسجد بالبكاء ببكاء كل الصحابة الذين دخلوه فاتحين فما إن دخل عند أشهد أن محمداً رسول الله حتى خنق بالبكاء ولم يستطع إكمال الآذان والصحابة يبكون ويعاود الأذان حتى وصل عند أشهد أن محمداً رسول الله فيخنقه البكاء ويخنقه البكاء حتى كاد وقت الصلاة أن ينتهي فقالوا كاد وقت الصلاة أن ينتهي يا بلال فيؤذن للصلاة ويصلوا صلاة العصر ويخرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه مرةً أخرى إلى كنيسة القيامة ويدخل إلى كنيسة القيامة ليزورها تشريفاً وتكريماً فلما دخلها حضر وقت صلاة المغرب فطلبوا منه أن يصلي المغرب فيها إلا أنه أبى وقال إني أخاف إن أنا صليت ها هنا أن يتخذها المسلمون مسجداً من بعدي فخرج من كنيسة القيامة وصلى في مسجد خارجها يسمى اليوم بالمسجد العمري في مقابل كنيسة القيامة .
فهكذا تم الفتح العمري وهكذا فتحت بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب في عهد هذا الخليفة الراشدي الذي كان رحمةً وعلاً والذي كان أماناً للأمة والذي كان تحقيقاً لوعد الله عز وجل فيا ليت الأمة أن تنشئ عمر بن الخطاب جديد عمر نحو عزة وتمكين .
أحبتي في الله انقضى الوقت ألقاكم في أسبوعٍ قادمٍ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire