الحور العين
2009-12-14
البرنامج : الشوق إلى لقائك
عنوان الحلقة : الحور العين
د. علي العمري
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على سيد الأنبياء والمرسلين نبي الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ثم أما بعد :
هو حوار يسر النفس حقيقة ويبهج الحياة لماذا لأن الحديث عن الحور العين الحقيقة هو تعويض عن ما يجده الإنسان من معاناة في هذه الدنيا إما العذب العفيف فيجد الحور العين وإما الإنسان الذي وجد مشقةً أو تعباً مع أهله أو مع أولاده فتأتي القضية الآن في الآخرة هي عبارة عن استمتاع هي عبارة عن راحة وإن كانت زوجته في الدنيا هي زوجته في الآخرة كلاهما يتمتعان من التعب والمشقة الذي وجدوه في الدنيا ولنا أن نتعجب أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الحور العين وصفاً دقيقاً كل ذلك دلالة على أن الإنسان يتأمل وينظر إلى نعمة الله تعالى في مقابل من ينظرون إلى الحرام .
وصف النبي صلى الله عليه وسلم رأسها فقال خمار على رأسها خير من الدنيا وما فيها نصيفها الخمار التي ترتديه وذلك بيان إلى أن المرأة المسلمة أنها تتحجب حتى أنها في الآخرة ستتحجب بإذن الله خمارها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ويصف النبي صلى الله عليه وسلم العيون فيقول عليه الصلاة والسلام عن جمال الحورية في قوله تعالى حور عين أن المتسعة العينين والبيضاء أي عينيها فيها بياض ويقول الله سبحانه وتعالى كأنهن بيض مكنون أي هذا البياض الذي في العين فيه شيء من الصفار حتى يختلط البياض مع شيء من الأصفر حتى يكون فيه جمال .
حور عين الحور هو البياض في العينين والعين هي اتساع هذه العينين ويصف كذلك النبي صلى الله عليه وسلم العينين بأنها ترتخيان كما قال عمر أبو ريشة رحمه الله
وأجالت فيّ ألحاظاً كسالى كل حرفٍ ذلّ من مرشفها نثر الطيب يميناً وشمالا
ويصف النبي صلى الله عليه وسلم كذلك الوجه فهذا الخد عند المرأة يكون فيه من الصفاء والنقاء والجمال الشيء العجيب حتى أنه مرآة يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الزوج أنه ينظر إلى وجهه من خد زوجته فإذا هو أصفى من المرآة يعني لا توجد حبوب ولا تحتاج إلى مكياجات ولا معالجات تجميل ووجه هذه الحورية يتجدد بشكل دوري قال سبحانه وتعالى {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} (70) سورة الرحمن كلمة حسان أي من الحسن والجمال فدائماً يتجدد الوجه من الحسن وفي يوم يسمى يوم الجمعة يذهب الرجل إلى يوم الجمعة فيلتقي بإخوانه فتهب عليهم ريح الشمال ريح الشمال هي ريح تأتي من جهة الشمال لذلك ابن تيمية رحمه الله يقول تأت من جهة الشمال مثل هي سوريا اليوم لأنها محمولة بالأمطار كأنها تبهج النفس تأتي ريح الشمال فتحثو وجوههم وثيابهم فيزدادون حسناً وجمالا فيذهب الزوج إلى زوجته فيجدها أجمل مما كانت هي عليه قبل وهي كذلك تنظر فيه فإذا هو أجمل مما كان قبل كل ذلك جمال متقابل بين الحورية وبين زوجها كذلك .
ومن جمال الحوريات ووصفهن كما بيّن النبي صلى الله عليه وسلم بالتفصيل الأنف يقول الله سبحان وتعالى { وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ } (15) سورة آل عمران , يقول ابن عباس مطهرة من الأذى والقذرة ويقول عليه الصلاة والسلام لا يتنخمن هذا الأنف فيه من جمال الخلقة وفيه من النظافة كما بيّن عليه الصلاة والسلام .
وأما بالنسبة للفم فقد بينّ عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يحسنه الحافظ بن حجر أنها لو بصقت في البحر لعذب هذا البحر بل قال فقط سبعة أبحر يعني فقط من ريقها أخرجت شيئاً فإن سبعة أبحر المالحة تتحول كلها إلى عذبة لما أعطاها الله سبحانه وتعالى من روعة خلقة وعذوبة لسان وكذلك من الفم تغني هذه الحورية بغناءٍ جميل جذاب تطرب أهل الدنيا كلهم لو أنها تكلمت بكلام يسير تقول نحن الآمنات خبئنا لقومٍ كرام يعني قد يكون الواحد يسمع الكلام ويقول الكلام قليل وسهل ومعروف نحن خبئنا لقومٍ كرام الحور الحسان ما جمال هذه الكلمات الجمال في نعومتها الجمال في طريقة أدائها نسمع اليوم بعض المغنين ممكن يتكلم بكلمتين عامية لكن باللحن والأداء الخاص تتحول تلك الكلمات العامية إلى شيء غير عادي كذلك هذه الحورية تتكلم بكلام لطيف عفيف جميل ولكنه يطرف كل من في هذه الدنيا هذا من جمال الخلقة .
ومن خلقتها كذلك جمال الصدر يقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الرجل الزوج ليضع يده على صدرها بين كتفيها فيرى يده من وراء اللحم والثياب والعظم يده تبان من بين الكتفين هذا من جمال الخلقة لهذه الحورية والاستمتاع الذي تحصل بين الطرفين وكذلك في المقابل تقوم هي فترى منظرها وشكلها من خلال كبده فكبد الزوج يتحول إلى مرآة فترى هي المنظر من الكبد فإذا التفت التفاتةً الزوج عنها ثم عاد تزدان عما كانت عليه سبعين ضعفاً كل هذا من الجمال الذي جعله الله سبحانه وتعالى لهذه الحورية .
أعلى أهل الجنة مرتبةً من يكون مفتوناً بالحور العين
ابن القيم
ومن الوصف الذي وصف به النبي صلى الله عليه وسلم الحور العين أنهن أبكار والرجل يأتي أهله في الجنة فتعود مرة ثانية إلى الأصل الذي كانت عليه وهذا من كرمه سبحانه وتعالى للأبكار حتى أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تمتن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها البكر الوحيدة بين زوجاته فقالت له يوماً مداعبةً أرأيت لو كنت في وادٍ وهناك شجر أو شجرة لم يؤكل منها وشجر أو شجرة أُكل منها أيٌ ترتع فيها البعير الذي يكون معك فقال عليه الصلاة والسلام في التي لم يؤكل منها لو كان معي البعير ستتناول من التي لم يتناول منها فكأنها تكني عن النعمة والكرم الذي فيها وأنهن أبكارا ويصف الله سبحانه وتعالى الأبكار فيقول {عُرُبًا أَتْرَابًا} (37) سورة الواقعة .
أتراباً من التراب يعني كأنه متساوي في نفس السن وعرباً أي من التحسن والتجمل كما يقول ابن عباس رضي الله عنهما في ملاقاة الزوج تكون متحسنة لطيفة وهذا شيء خاص فقط للأزواج في الجنة .
ومما يمتن الله سبحانه وتعالى به على أصحابه في الجنة أنهم يلتقون مع أزواجهم إن أصحاب الجنة اليوم حتى يحسوا بطعم الجنة اليوم وكأنه وصلوا إلى هذا اليوم يتخيلون {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} (55) سورة يــس مشغولون ما هو شغلهم {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ} (56) سورة يــس
في هذه الآية الكريمة الزوج مع حوريته في الآخرة في غاية الجمال القرآني الرائع الذي يوصل لنا رسالة الزوج المشغول عن زوجته الزوج عليه أن يتعلم من هذه الآية أن يجلس مع زوجته أن يتقابل معها أن يذهب وإياها لأنهم في الآخرة كذلك مما سيتمتعون به مع بعضهم البعض فعلى المسلم وعلى الداعية تحديداً ألا ينشغل كثيراً عن أهله ويتركهم بل يجلس معهم ويؤانسهم وفي المقابل الداعية أو الإنسان اللاهي الذي فقط لا يشتغل إلا بهم ولا يجلس إلا معهم ولا يشتغل بأمور الخير والدعوة ولذلك أعطى النبي صلى الله عليه وسلم زوجته خديجة قصر في الجنة من قصب لماذا لأن هذه الزوجة هي دفعت زوجها للدعوة والعمل والجد والاجتهاد وفي نفس الوقت كان يعود إليها إلى حضنها ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بدأ حياته مع خديجة وختم حياته صلوات الله وسلامه عليه في حضن زوجته عائشة رضوان الله وسلامه عليه إذاً فهي رسالة أن الزوج يهتم بزوجته في الدنيا ويجالسها ورسالة من الزوجة إلى الزوج أن كذلك تهيئه وتشجعه إلى العمل في ميدان الحياة .
والحديث عن الحور العين في الجنة هو حديث الصفاء والنقاء والجمال ليس حديث المجلات وملكات الجمال والكليبات والقنوات الفضائية والمسابقات التافهة بل هو حديث عن الجمال الحقيقي الذي يتجدد.
مهما كانت المرأة في هذه الدنيا فيها من الجمال ما هي إلا فترة تكبر وتهرم وينتهي الأمر لكن الحورية في الجنة أمرها مختلف تماماً ويصف النبي صلى الله عليه وسلم الحورية في الجنة أن الرجل يتكئ على يده سبعين سنة دون أن يتحول يعني كم عمر الإنسان اليوم وكثرة الشغل والعمل والجد والاجتهاد حتى يصل إلى مآربه هذا الرجل للراحة فقط يتكئ سبعين سنة حتى تأتيه زوجته فتضرب على منكبه فينظر إليها فتزداد حسناً وجمالاً .
بعد هذا ينظر ويتأمل سبعين سنة ثم ينظر خده في وجهها فإذا هو أصفى من المرآة وإذا هي جميلة فإذا عاد مرة أخرى رجعت إلى جمال آخر غير الجمال الذي عهده منها كل هذا جمال يتجدد لهذا الرجل في الجنة كما حفظ نفسه في الدنيا يكرمه الله سبحانه وتعالى في الآخرة .
كل إنسان له أكثر من حورية في الآخرة حورية التي هي زوجته في الجنة وحورية كذلك في الآخرة وأما الشهداء فلهم سبعون حورية وسبب ذلك هو الجد والتعب الذي كان سبيل الله تبارك وتعالى فيلقى ذلك جزاءاً وفاقا
وإن الرجل ليأتي سبعين وفي رواية مئة عذراء في الآخرة وذلك كله من باب التلذذ والتنعم والمرأة الصالحة والزوجة التي تطيع زوجها فإنها ستكون رفيقته في الآخرة وجاءت في بعض الروايات بأنه يخير بين زوجاته إذا كانت له أكثر من زوجة من هي الزوجة المطيعة هي التي ستكون رفيقته في رحلة الآخرة
عنوان الحلقة : الحور العين
د. علي العمري
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على سيد الأنبياء والمرسلين نبي الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ثم أما بعد :
هو حوار يسر النفس حقيقة ويبهج الحياة لماذا لأن الحديث عن الحور العين الحقيقة هو تعويض عن ما يجده الإنسان من معاناة في هذه الدنيا إما العذب العفيف فيجد الحور العين وإما الإنسان الذي وجد مشقةً أو تعباً مع أهله أو مع أولاده فتأتي القضية الآن في الآخرة هي عبارة عن استمتاع هي عبارة عن راحة وإن كانت زوجته في الدنيا هي زوجته في الآخرة كلاهما يتمتعان من التعب والمشقة الذي وجدوه في الدنيا ولنا أن نتعجب أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الحور العين وصفاً دقيقاً كل ذلك دلالة على أن الإنسان يتأمل وينظر إلى نعمة الله تعالى في مقابل من ينظرون إلى الحرام .
وصف النبي صلى الله عليه وسلم رأسها فقال خمار على رأسها خير من الدنيا وما فيها نصيفها الخمار التي ترتديه وذلك بيان إلى أن المرأة المسلمة أنها تتحجب حتى أنها في الآخرة ستتحجب بإذن الله خمارها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ويصف النبي صلى الله عليه وسلم العيون فيقول عليه الصلاة والسلام عن جمال الحورية في قوله تعالى حور عين أن المتسعة العينين والبيضاء أي عينيها فيها بياض ويقول الله سبحانه وتعالى كأنهن بيض مكنون أي هذا البياض الذي في العين فيه شيء من الصفار حتى يختلط البياض مع شيء من الأصفر حتى يكون فيه جمال .
حور عين الحور هو البياض في العينين والعين هي اتساع هذه العينين ويصف كذلك النبي صلى الله عليه وسلم العينين بأنها ترتخيان كما قال عمر أبو ريشة رحمه الله
وأجالت فيّ ألحاظاً كسالى كل حرفٍ ذلّ من مرشفها نثر الطيب يميناً وشمالا
ويصف النبي صلى الله عليه وسلم كذلك الوجه فهذا الخد عند المرأة يكون فيه من الصفاء والنقاء والجمال الشيء العجيب حتى أنه مرآة يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الزوج أنه ينظر إلى وجهه من خد زوجته فإذا هو أصفى من المرآة يعني لا توجد حبوب ولا تحتاج إلى مكياجات ولا معالجات تجميل ووجه هذه الحورية يتجدد بشكل دوري قال سبحانه وتعالى {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} (70) سورة الرحمن كلمة حسان أي من الحسن والجمال فدائماً يتجدد الوجه من الحسن وفي يوم يسمى يوم الجمعة يذهب الرجل إلى يوم الجمعة فيلتقي بإخوانه فتهب عليهم ريح الشمال ريح الشمال هي ريح تأتي من جهة الشمال لذلك ابن تيمية رحمه الله يقول تأت من جهة الشمال مثل هي سوريا اليوم لأنها محمولة بالأمطار كأنها تبهج النفس تأتي ريح الشمال فتحثو وجوههم وثيابهم فيزدادون حسناً وجمالا فيذهب الزوج إلى زوجته فيجدها أجمل مما كانت هي عليه قبل وهي كذلك تنظر فيه فإذا هو أجمل مما كان قبل كل ذلك جمال متقابل بين الحورية وبين زوجها كذلك .
ومن جمال الحوريات ووصفهن كما بيّن النبي صلى الله عليه وسلم بالتفصيل الأنف يقول الله سبحان وتعالى { وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ } (15) سورة آل عمران , يقول ابن عباس مطهرة من الأذى والقذرة ويقول عليه الصلاة والسلام لا يتنخمن هذا الأنف فيه من جمال الخلقة وفيه من النظافة كما بيّن عليه الصلاة والسلام .
وأما بالنسبة للفم فقد بينّ عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يحسنه الحافظ بن حجر أنها لو بصقت في البحر لعذب هذا البحر بل قال فقط سبعة أبحر يعني فقط من ريقها أخرجت شيئاً فإن سبعة أبحر المالحة تتحول كلها إلى عذبة لما أعطاها الله سبحانه وتعالى من روعة خلقة وعذوبة لسان وكذلك من الفم تغني هذه الحورية بغناءٍ جميل جذاب تطرب أهل الدنيا كلهم لو أنها تكلمت بكلام يسير تقول نحن الآمنات خبئنا لقومٍ كرام يعني قد يكون الواحد يسمع الكلام ويقول الكلام قليل وسهل ومعروف نحن خبئنا لقومٍ كرام الحور الحسان ما جمال هذه الكلمات الجمال في نعومتها الجمال في طريقة أدائها نسمع اليوم بعض المغنين ممكن يتكلم بكلمتين عامية لكن باللحن والأداء الخاص تتحول تلك الكلمات العامية إلى شيء غير عادي كذلك هذه الحورية تتكلم بكلام لطيف عفيف جميل ولكنه يطرف كل من في هذه الدنيا هذا من جمال الخلقة .
ومن خلقتها كذلك جمال الصدر يقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الرجل الزوج ليضع يده على صدرها بين كتفيها فيرى يده من وراء اللحم والثياب والعظم يده تبان من بين الكتفين هذا من جمال الخلقة لهذه الحورية والاستمتاع الذي تحصل بين الطرفين وكذلك في المقابل تقوم هي فترى منظرها وشكلها من خلال كبده فكبد الزوج يتحول إلى مرآة فترى هي المنظر من الكبد فإذا التفت التفاتةً الزوج عنها ثم عاد تزدان عما كانت عليه سبعين ضعفاً كل هذا من الجمال الذي جعله الله سبحانه وتعالى لهذه الحورية .
أعلى أهل الجنة مرتبةً من يكون مفتوناً بالحور العين
ابن القيم
ومن الوصف الذي وصف به النبي صلى الله عليه وسلم الحور العين أنهن أبكار والرجل يأتي أهله في الجنة فتعود مرة ثانية إلى الأصل الذي كانت عليه وهذا من كرمه سبحانه وتعالى للأبكار حتى أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تمتن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها البكر الوحيدة بين زوجاته فقالت له يوماً مداعبةً أرأيت لو كنت في وادٍ وهناك شجر أو شجرة لم يؤكل منها وشجر أو شجرة أُكل منها أيٌ ترتع فيها البعير الذي يكون معك فقال عليه الصلاة والسلام في التي لم يؤكل منها لو كان معي البعير ستتناول من التي لم يتناول منها فكأنها تكني عن النعمة والكرم الذي فيها وأنهن أبكارا ويصف الله سبحانه وتعالى الأبكار فيقول {عُرُبًا أَتْرَابًا} (37) سورة الواقعة .
أتراباً من التراب يعني كأنه متساوي في نفس السن وعرباً أي من التحسن والتجمل كما يقول ابن عباس رضي الله عنهما في ملاقاة الزوج تكون متحسنة لطيفة وهذا شيء خاص فقط للأزواج في الجنة .
ومما يمتن الله سبحانه وتعالى به على أصحابه في الجنة أنهم يلتقون مع أزواجهم إن أصحاب الجنة اليوم حتى يحسوا بطعم الجنة اليوم وكأنه وصلوا إلى هذا اليوم يتخيلون {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} (55) سورة يــس مشغولون ما هو شغلهم {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ} (56) سورة يــس
في هذه الآية الكريمة الزوج مع حوريته في الآخرة في غاية الجمال القرآني الرائع الذي يوصل لنا رسالة الزوج المشغول عن زوجته الزوج عليه أن يتعلم من هذه الآية أن يجلس مع زوجته أن يتقابل معها أن يذهب وإياها لأنهم في الآخرة كذلك مما سيتمتعون به مع بعضهم البعض فعلى المسلم وعلى الداعية تحديداً ألا ينشغل كثيراً عن أهله ويتركهم بل يجلس معهم ويؤانسهم وفي المقابل الداعية أو الإنسان اللاهي الذي فقط لا يشتغل إلا بهم ولا يجلس إلا معهم ولا يشتغل بأمور الخير والدعوة ولذلك أعطى النبي صلى الله عليه وسلم زوجته خديجة قصر في الجنة من قصب لماذا لأن هذه الزوجة هي دفعت زوجها للدعوة والعمل والجد والاجتهاد وفي نفس الوقت كان يعود إليها إلى حضنها ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بدأ حياته مع خديجة وختم حياته صلوات الله وسلامه عليه في حضن زوجته عائشة رضوان الله وسلامه عليه إذاً فهي رسالة أن الزوج يهتم بزوجته في الدنيا ويجالسها ورسالة من الزوجة إلى الزوج أن كذلك تهيئه وتشجعه إلى العمل في ميدان الحياة .
والحديث عن الحور العين في الجنة هو حديث الصفاء والنقاء والجمال ليس حديث المجلات وملكات الجمال والكليبات والقنوات الفضائية والمسابقات التافهة بل هو حديث عن الجمال الحقيقي الذي يتجدد.
مهما كانت المرأة في هذه الدنيا فيها من الجمال ما هي إلا فترة تكبر وتهرم وينتهي الأمر لكن الحورية في الجنة أمرها مختلف تماماً ويصف النبي صلى الله عليه وسلم الحورية في الجنة أن الرجل يتكئ على يده سبعين سنة دون أن يتحول يعني كم عمر الإنسان اليوم وكثرة الشغل والعمل والجد والاجتهاد حتى يصل إلى مآربه هذا الرجل للراحة فقط يتكئ سبعين سنة حتى تأتيه زوجته فتضرب على منكبه فينظر إليها فتزداد حسناً وجمالاً .
بعد هذا ينظر ويتأمل سبعين سنة ثم ينظر خده في وجهها فإذا هو أصفى من المرآة وإذا هي جميلة فإذا عاد مرة أخرى رجعت إلى جمال آخر غير الجمال الذي عهده منها كل هذا جمال يتجدد لهذا الرجل في الجنة كما حفظ نفسه في الدنيا يكرمه الله سبحانه وتعالى في الآخرة .
كل إنسان له أكثر من حورية في الآخرة حورية التي هي زوجته في الجنة وحورية كذلك في الآخرة وأما الشهداء فلهم سبعون حورية وسبب ذلك هو الجد والتعب الذي كان سبيل الله تبارك وتعالى فيلقى ذلك جزاءاً وفاقا
وإن الرجل ليأتي سبعين وفي رواية مئة عذراء في الآخرة وذلك كله من باب التلذذ والتنعم والمرأة الصالحة والزوجة التي تطيع زوجها فإنها ستكون رفيقته في الآخرة وجاءت في بعض الروايات بأنه يخير بين زوجاته إذا كانت له أكثر من زوجة من هي الزوجة المطيعة هي التي ستكون رفيقته في رحلة الآخرة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire