mercredi 23 décembre 2009

العلم

العلم
2009-11-17

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الغرٍّ الميامين ومناءِ دعوته وقادة ألويته وأرضا عنا وعنهم يا رب العالمين .
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ومن وحول الشهوات إلى جنات القروبات.
أيها الإخوة الكرام نحن في العشر الأخير من رمضان ورمضان كما تعلمون ثاني أكبر عبادة في الإسلام .
رمضان هذا الشهر الكريم ينقلنا إلى حقيقة العبادات والعبادات في الإسلام معللةٌ بمصالح الخلق بينما الطقوس في الأديان الأرضية التي هي من صنع الإنسان طقوس لا معنى لها حركات وسكنات وتمتمات لا تعني شيئا
بينما العبادات في الإسلام كما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى معللةٌ بمصالح الخلق مثلاً {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا } (103) سورة التوبة .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (183) سورة البقرة .
هذه علة الصيام
الله عز وجل يقول {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (45) سورة العنكبوت .
في الحج {لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ } (97) سورة المائدة
فالعبادات في الإسلام مقننةٌ بمصالح الخلق معللة بمصالح الخلق وكأن الإسلام مثلث كبير القسم الأعلى منه العقيدة إن صحت صح العمل والقسم الثاني منه العبادات الشعائرية كالصلاة والصيام والحج والزكاة والقسم الثالث منه المعاملات العبادات التعاملية والقسم الرابع منه الآداب فالإسلام في مجمله عقائد وعبادات ومعاملات وآداب لا تصح العبادات الشعائرية إلا إذا صحت المعاملات والدليل النبي عليه الصلاة والسلام سأل أصحابه من المفلس قال من لا درهم له ولا متاع قال لا المفلس من أتى بصلاة وصيام وصدقة وقد ضرب هذا وشتم هذا وأكل مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإذا فنيت حسناته طرحوا عليه سيئاتهم حتى يطرح في النار هذا في الصلاة أما الصيام من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه أما الزكاة قل أنفقوا طوعاً أو كرهاً لن يتقبل منكم إنكم قوماً فاسقين وأما الحج فمن وقع رجله في الركاب وقال لبيك اللهم لبيك وحج بمالٍ حرام ينادى ألا لبيك وألا سعديك وحجك مردود عليك .
إذاً الإسلام عقائد وعبادات ومعاملات إن صحت العقائد الآن لا تصح العبادات الشعائرية إلا إذا صحت المعاملات فترك دانقٍ من حرام كما يقول بعض العملاء خير من ثمانين حجة بعد الإسلام .
العبادات الشعائرية كالصوم والحج والصلاة والزكاة لا تصح ولا تقبل إلا إذا صحت العبادات التعاملية والله لئن أمشي مع أخٍ في حاجته خير لي من صيام شهر واعتكافه في مسجدي هذا .
أيها الإخوة الكرام الإنسان عقل يدرك وقلب يحب وجسم يتحرك غذاء العقل العلم وغذاء القلب الحب وغذاء الجسم الطعام والشراب إذا أودع الله في الإنسان قوةً إدراكية أنا أسميها الحاجة العليا في الإنسان .
وما لم يبحث الإنسان في الحقيقة عن سر وجوده عن غاية وجوده عن ربه الذي خلق السموات والأرض ما لم يبحث عن وسائل العمل الصالح ما لم يبحث عن حقيقة ما بعد الموت فهو إنسان بعيد كل البعد عن سر وجوده وغاية وجوده ..
لذلك لأن الله أودع في الإنسان قوةً إدراكية ينبغي أن يبحث عن الحقيقة والإنسان الذي لا يبحث عن العلم هبط عم مستوى إنسانيته لمستوى لا يليق به لأنه عقل يدرك غذاء العقل العلم وقلب يحب غذاء القلب الحب وجسم يتحرك غذاء الجسم هو الطعام والشراب إذا لبيت هذه الحاجات الثلاثة معاً تفوق الإنسان وإذا لبيت واحدة منها تطرف الإنسان وفرق كبير بين التطور وبين التفوق .
أيها الإخوة الكرام أول كلمة في أول آية في أول سورة من القرآن الكريم {بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى }سورة العلق .
تعني اقرأ أن أطلب العلم لبي الحاجة العليا فيك لأنك عقل يدرك والإنسان المؤمن بحث عن الحقيقة وعرفها فتحرك وفقها فسلم وسعد في الدنيا والآخرة وغير المؤمن غفل عن حقيقةٍ كبرى أن يطلب العلم تحرك وسط شهواته عندئذ أساء وظلم عندئذٍ يهلك في الدنيا وفي الآخرة وكأن البشر على اختلاف مللهم ونحلهم وانتماءاتهم وأعراقهم وأنسابهم وطوائفهم نموذجان نموذج عرف الله فانضبط بمنهجه وأحسن إلى خلقه فسلم وسعد في الدنيا والآخرة ونموذج غفل عن الله وتفلت من منهجه وأساء إلى خلقه فشقي وهلك في الدنيا والآخرة .
لذلك الله يقول تعالى اقرأ أي اطلب العلم لكن البطولة أن تقرأ من أجل أن تؤمن ربط الله طلب العلم بالإيمان اقرأ باسم ربك الذي خلق توصل بعلمك إلى وجود خالق عظيم ورب رحيم ومسير حكيم اقرأ من أجل أن تؤمن فالإيمان هو سر طلب العلم اقرأ باسم ربك الذي خلق وكأنني أصف هذه القراءة بأنها قراءة بحثٍ وإيمان اقرأ باسم ربك هل عرفت الله هل عرفت أسماءه الحسنى هل عرفت صفاته الفضلى هل عرفت لماذا جاء بك إلى الدنيا هل عرفت ماذا بعد الموت هل عرفت ماذا قبل الولادة كنت هل عرفت ماذا بعد الموت من سعادة أبدية يدوم نعيمها أو شقاء أبدي لا ينفذ عذابه لماذا أنت مشغول عن هذه الحقائق الكبرى إلى متى أنت باللذات مشغولُ وأنت عن كل ما قدمت مسؤولُ أيا عبدنا ما قرأت كتابنا أما تستحي منا ويكفيك ما جرى ألا تستحي من عتبنا يوم جمعنا أما آن أن تقلع عن الذنب راجعاً وتنظر ما به جاء وعدنا فأحبابنا اختاروا المحبة مذهباً وما خالفوا في مذهب الحب شرعنا فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي رأوه لما وليّت عنا لغيرنا ولو سمعت أذناك حسن خطابنا لخلعت عنك ثياب العجب وجئتنا ولو ذقت من طعم المحبة ذرةً عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنا ولو نسمت من قربنا لك نسمةٌ غريباً اشتياقاً لقربنا .
إذا اقرأ باسم ربك اقرأ من أجل أن تؤمن اقرأ من أجل أن تسعد بهذا الإيمان اقرأ من أجل تنجح وتفلح في الدنيا وفي الآخرة اقرأ باسم ربك الذي خلق هذه قراءةٌ يمكن أن نسميها قراءة البحث والإيمان في هذه السورة أربع قراءات ينبغي أن نقف عندها واحدة واحدة هذه الأولى اقرأ من أجل أن تؤمن يعني علّة وجودك أن تعرف الله الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً هذه القراءة الأولى قراءة البحث والإيمان .
اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق ولعل أقرب الآيات إليك جسمك بين جنبيك هذا آيةٌ من آيات الله العظمى {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} (10) سورة البلد .
يعني بشبكية العين بمساحة لا تزيد عن ميلي وربع في 130 مليون عصية ومخروط من أجل تأتي الرؤية دقيقة جداً من أجل أن ترى ثمانية ملايين لون هذه دقة ما بعدها دقة بينما أكبر آلةٍ احترافية رقمية في بالملليمتر 10 آلاف مستقبل ضوئي ألم نجعل له عينين اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان سمعك بصرك دماغك جمجمتك هضمك أمعاؤك قلبك رئتاك كبدك عظامك اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق من نطفةٍ لا ترى بالعين من بويضةٍ لا تزيد عن حبة الملح خلقك الله إنساناً سوياً دماغ وأعصاب وعضلات وأجهزة متنوعة بالغة الدقة اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق هذه القراءة الأولى قراءة البحث والإيمان .
القراءة الثانية قراءة الشكر والعرفان اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم يعني منحك نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد ونعمة الهدى والرشاد أنت موجود وأمدك الله بالهواء والماء وبكل ما تحتاجه من طعام أو شراب وبزوجةٍ وأولاد وبكل ما تحتاجه من عطاء الله عز وجل اقرأ وربك الأكرم منحك نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد ونعمة الهدى والرشاد سخر لك ما في الكون تسخير تعريفٍ وتكريم فموقفك من التعليم أن تؤمن وموقفك من التكريم أن تشكر فإذا آمنت وشكرت حققت الهدف من وجودك قال تعالى {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} (147) سورة النساء .
فالقراءة الأولى قراءة البث والإيمان من خلال الأكوان والقرآن والأفعال وأفعال الله عز وجل والقراءة الثانية قراءة الشكر والعرفان من خلال العمل الصالح قال تعالى {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (13) سورة سبأ .
أرقى درجات الشكر أن تقابل الإحسان بالإحسان وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان هذه القراءة الثانية أما القراءة الثالثة قراءة الإذعان والوحي الوحي والإذعان العقل البشري مرتبط بالأرض بالواقع فأي شيء لا أثر له مادي العقل البشري لا يستطيع البحث فيه فلذلك الإنسان في عنده معرفة حسية أدوات المعرفة الحسية حواسه واستطالات هذه الحواس وفي معرفة عقلية أداتها شيء غابت عينه وبقيت آثاره من خلال أثر نعرض المؤثر من خلال الحكمة نعرف الحكيم ومن خلال الخلق نعرف الخالق ومن خلال التسيير نعرف المسّير فالعقل البشري لابد من شيء مادي أمامه وليكن هذا الشيء آثار شيء غابت عينه يعرف المؤثر من الأثر الخالق من الخلق الصانع من الصنعة المسير من التسير وهكذا فهذه المعرفة الثالثة معرفة الوحي والإذعان وأي شيء يعجز عقلك عن إدراكه أخبرك الله به فالماضي السحيق أخبرك الله عنه في عالم الأزل {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ } (72) سورة الأحزاب .
والمستقبل البعد أخبرك الله عنه عن يوم القيامة هناك يوم مفقود ماضي يوم مشهود يوم موعود يوم مورود يوم ممدود فالله سبحانه وتعالى أخبرنا عن الماضي السحيق والمستقبل البعيد وأخبرنا عن ذاته العلية وأسمائه الحسنى وصفاته الفضلى وأي شيء عجز عقلك عن إدراكه أخبرك الله به عن طريق الوحي فصار في عندك دائرة المحسوسات أداة اليقين بها الحواس الخمس واستطالاتها ودائرة المعقولات شيء غابت عينه وبقيت آثاره من خلال آثاره نعرفه هذه مهمة العقل وشيء غابت عينه وآثاره أداة اليقين به الخبر الصادق من الله عز وجل .
ففي الإسلام محسوسات ومعقولات وإخباريات لذلك لا ينبغي أن تحدث إنساناً غفل عن الله ولم يؤمن به بالإخباريات لأن دليلها الوحيد أن الله أخبر بها فإذا كان إيمانه بالله ضعيف لا معنى من أن تحدثه بالإخباريات كوجود الملائكة والجن وما إلى ذلك .
أيها الإخوة اقرأ بسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم قراءة الشكر والعرفان الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم قراءة الوحي والإذعان كلا إن الإنسان ليطغى بالعلم نفسه حينما يصنع هذه الأسلحة الجرثومية والكيماوية والقنابل العنقودية والانشطارية والحارقة والخارقة حينما يتفنن بإبادة البشر حينما يستخدم علمه لإبادة البشر حينما يستخدم علمه للسيطرة على الآخرين نهب ثرواتهم عندما يستخدم العلم كأداة قوية لعملٍ لا يرضي الله فكأنما هذا العلم كان طريقاً للعدوان والطغيان فلذلك قال تعالى ( كلا إن الإنسان ليطغى ) بعلمه أحياناً من هنا قال عليه الصلاة والسلام (( اللهم إني أعوذ بك علم لا ينفع ومن نفس لا تشبع ومن عين لا تدمع ومن أذن لا تسمع )) فعلم يمتعك وعلم يمتعك وينفعك وعلم يمتعك وينفعك ويسعدك هو العلم بالله عز وجل لذلك النقطة الدقيقة أن الإنسان يطغى بالعلم وقد ضرب الله لنا مثلاً عن طغيان الإنسان بالعلم حينما حدثنا عن قوم عاد {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} (8) سورة الفجر .
يعني تفوق في شتى الميادين لم يخلق مثلها في البلاد وبالمصطلحات المعاصرة صناعة تجارة قوة تفوق في شتى الميادين لذلك قال تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} تفوقت في العمران قال تعالى {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ} (128) سورة الشعراء .
هذا التفوق العمراني والتفوق الصناعي إن صح التعبير {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} (129) سورة الشعراء.
والتفوق العسكري {وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} (130) سورة الشعراء .
والتفوق العلمي تفوق بنائي عمراني تفوق صناعي تفوق عسكري إذا تفوقت عاد في كل المجالات وما كان فوق عادٍ إلا الله لأن الله ما أهلك قوماً إلا وذكرهم أنه أغلق من هم أشد منها قوةً ما أهلك الله قوماً إلا قال لقد أهلكنا ما هم أشد منهم قوةً أما عاد قال أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوةً .
إذاً هذا القوم هؤلاء قوم عاد طغوا في البلاد أكثروا فيها الفساد قصفوا وأفسدوا إن أردنا أن نوسع الأمر قصفوا بصواريخهم وأفسدوا بأفلامهم {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} هؤلاء كيف دمرهم الله بريح صرصرٍ عاتية سخرها عليهم سبعة أيامٍ وثمانية ليالٍ حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخلٍ هاوية .
هم طغوا لا في بلدهم في البلاد {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} وكأن هذه القبيلة أو هذا القوم نموذج لطغيان الإنسان الطغيان بالعلم حينما يستخدم العلم لا لخدمة الإنسان بل لتدمير الإنسان والإنفاق على الأسلحة في العالم اليوم يفوق أي إنفاق وهذا المبلغ الفلكي الذي ينفق على الأسلحة لو ينفق لرخاء البشر لكان العالم في حال غير هذا الحال فلذلك الله عز وجل في هذه السورة الكريم قال اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ بين أن هناك قراءة البحث والإيمان تدرس تتعلم من أجل أن تؤمن وهناك قراءة الشكر والعرفان من أجل تؤمن وتشكر ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ثم قراءة الوحي والإذعان أي شيء عجز عقلك عن إدراكه أخبرك الله به وكأن العقل ميزن حساس جداً غالِ جداً لكن له إمكانيات محددة من خمسة كيلو إلى خمسين فإذا أردت أن تزين به سيارتك مستحيل وإذا مشيت فوقه حطمته السيارة لها صانع أخبرك عن وزنها فالشيء الذي يعجز العقل عن إداركه أخبر الله به .
إذا لدينا دوائر ثلاث دوائر الحسيات أداة اليقين بها الحواس الخمس دوائر المعقولات أداة اليقين بها العقل شيء غابت عينه وبقي أثره ودائرة الإخباريات شيء غابت عينه وغاب أثره أداة يقينها الإخباريات إذا قراءة البحث والإيمان قراءة الشكر والعرفان قراءة الوحي والإذعان قراءة الطغيان والعدوان هذه قراءة تنم عن استخدام العلم لإيذاء البشر لكن المسلمين بحاجة للقراءة الرابعة لا ليؤذوا البشر ولكن من أجل أن يكونوا مرغبوبي الجانب ويدافعوا عن أنفسهم ولذلك يا إخوتي الكرام طلب العلم فريضة على كل مسلم فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم والعلم لا يعطيك بعضه إلا أعطيته كلك فإذا أعطيته بعضك لم يعطيك شيئا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire