mercredi 23 décembre 2009

الشوق إلى لقائك

برنامج : الشوق إلى لقائك .
عنوان الحلقة : حول البرنامج .
د. علي العمري .
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على سيد الأنبياء والمرسلين نبي الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ثم أما بعد :
هذه لقاءات مباركة لقاءات عظيمة في الحديث عن الشوق لله سبحانه وتعالى عن أجمل ما في الحياة بل عن أجمل شيء بعد الحياة .
حديث فيه الصفاء وفيه النقاء وفيه الروح وفيه الإيمان حديث عن الأشواق حديث عن الاشتياق رحلة المشتاق إلى جنة الأشواق بل إلى ما في أجمل من ذلك وهو لقاء المولى جل جلاله .
الحديث عن الجنة التي أعدها الله سبحانه وتعالى للمؤمنين وعن رؤيته سبحانه وتعالى بل الحديث عن الدعاء الذي كان يدعي النبي صلى الله عليه وسلم به ربه ((وأسألك الشوق إلى لقاءك)) .
كثيراً ما كان يوقفني هذا الدعاء العظيم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم هو يقول أسألك الشوق إلى لقاءك لا يقول أسألك لقاءك ولذة النظر إلى وجهك لكن يسأله دعاءً جميلاً قل من يتفكر به ويتأمل فيه أسألك الشوق إلى لقاءك .
وكأن النبي عليه الصلاة والسلام يشتاق إلى ربه ويدعو ربه أن يرزقه الحنين والاشتياق والراحة والأمان والطمأنينة حتى يصل إلى جنة ربه سبحانه وتعالى ويشتاق إلى لقياه في تلك الجنة .
والنبي صلى الله عليه وسلم وهو يذكر بالجنة والشوق إلى لقاء الله سبحانه وتعالى فإنه بهذا الدعاء يعمر القلب بالإيمان ويعمره بالطاعة وكذلك حتى تعمل الجوارح في ما يرضي الله سبحانه وتعالى ولذلك التذكير دائماً بقضية الجنة والتذكير بالشوق للقاء الله سبحانه وتعالى هو تذكير بعمارة الأرض التي خلقنا الله سبحانه وتعالى لنعمرها بالطاعات وبالصالحات وبالخيرات .
وفي الحديث الصحيح لما قال الله سبحانه وتعالى للجنة تكلمي فتكلمت الجنة {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} (8) سورة المؤمنون .
لو أخذنا نتأمل هذه الآيات الكريمات لوجدنا أنها الإصلاح .
الإصلاح القلبي قد أفلح المؤمنون الإصلاح البدني الذين هم في صلاتهم خاشعون الإصلاح الأخلاقي والذين هم عن اللغو معرضون الإصلاح الاجتماعي والذين هم للزكاة فاعلون والإصلاح السلوكي والذين هم لفروجهم حافظون الإصلاح التعاملي الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس وفيها خالدون .
الذي يرد أن يرث هذه الفردوس وأن يصل إلى الفردوس سيعبر هذه الأرض سيصلح أخلاقياً وسلوكياً واجتماعياً وقلبياً وروحياً كل هذا إصلاح في الحقيقة في الأرض فعندما نكثر من الدعاء اللهم إن نسألك الفردوس الأعلى في الجنة اللهم نسألك الشوق إلى لقاءك فإننا نشتاق عمارة الأرض بما فيها من الخير والصلاح.
حديث مكتوب ومصور.
في الأثر.
((لو لم أخلق جنةً ولا ناراً ألم أكن أهلاً أن أعبد)).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يذكر الجنة للصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم يذكرهم في صلاته يذكرهم في دعاءه يذكرهم بها في يقظته يذكرهم بها حتى في أحلامه وفي منامه.
قصص عجيبة للنبي صلى الله عليه وسلم عن الشوق إلى لقاء الله وشوقه للجنة .
فمن قصصه عليه الصلاة والسلام أنه صلى بالصحابة وهم ينظرون إليه فتقدم عليه الصلاة والسلام خطوةً إلى الأمام وقد رأى الجدار أمامه ورأى الجنة فقال عليه الصلاة والسلام في عرض هذا الحائط فرأى الجنة ورأى النار فقال لم أرى كالخير ولم أرى كالشر يعني لم أرى كالخير أي الجنة ولم أرى كالشر أي النار كانت متمثلة أمامه وكان يتحرك إلى الأمام وإلى الخلف عليه الصلاة والسلام كلما رأى الجنة وكلما رأى النار حتى أنه تقدم مرةً عليه الصلاة والسلام ومد يده عليه الصلاة و السلام ليقطف شيئاً فاستغرب الصحابة أن كل هذه الحركة في الصلاة فقال عليه الصلاة والسلام أردت أن أتناول عنقوداً من الجنة يعني هو رأى عناقيد الجنة أمام عينيه تمثلت أمام عينيه فتقدم عليه الصلاة والسلام ليتناول هذا العنقود فيقول عليه الصلاة والسلام ولو قطفته لو قطفت هذا العنقود لأكلت منه إلى يوم القيامة كل هذا من خيال النبي عليه الصلاة والسلام وشوقه إلى لقاء الله وشوقه إلى جنة عدن وكذلك كان عليه الصلاة والسلام شوقه في منامه فكان يرى الجنة ويقول عليه الصلاة والسلام رأيت قصراً في الجنة ورأيت امرأة من زوجات أحد الناس رأيت امرأة في الجنة فابتعد النبي عليه الصلاة والسلام وسأل عن هذه المرأة فقيل هذه المرأة لعمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم كذلك في كل مجلس يلتقي فيه يدعو الله سبحانه وتعالى الجنة .
حتى أنه جلس في يوم من الأيام في مجلس مع معاذ بن جبل وكانا يتذاكران مسألة الجنة فرآهم أحد الأعراب فقال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله والله لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ أنتم تدعون الله في مجلس بدعوات عن الجنة والنبي صلى الله عليه وسلم من شوقه للقاء ربه يدعو بدعوات عجيبة .
فقال هذا الأعرابي البسيط يا رسول الله لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال عليه الصلاة والسلام ماذا تقول قال أقول اللهم إني أسألك الجنة قال عليه الصلاة والسلام حول هذا ندندن .
يعني هذه الكلمات التي حتى نحن نقولها من لطف النبي صلى الله عليه وسلم ومن حنانه ومن شوقه كان يطيل الدعاء لله سبحانه وتعالى وكان يثني عليه ويمجده.
حديث مكتوب ومصور.
((ما أعطي أهل الجنة شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم )).
ولذلك لما قال النبي صلى الله عليه وسلم إن ملائكةً يسيحون في الأرض يبلغون الله سبحانه وتعالى عندما نجلس في حلقات الذكر فيقول الله جل جلاله للملائكة كيف تركتم عبادي قال أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون .
فيقول الله سبحانه وتعالى ماذا يسألونني قالوا يسألونك الجنة قال الله سبحانه وتعالى هل رأوها هل هؤلاء العباد الذي يذكرون الله تعالى ويسألونه الجنة هل رأوا هذه الجنة يقول لا يا رب والله ما رأوها .
فيقول كيف لو رأوها فيقول هؤلاء لو رأوا الجنة كانوا أشد لها طلباً وأكثر عليها حرصاً.
لم يروا الجنة بعد ولكن من شوقهم للجنة من سماعهم عنها للقاء الله جل جلاله للقاء الصالحين والمؤمنين لما أعده الله سبحانه وتعالى لهم يسألون الله تبارك وتعالى الجنة وهم في أشد الشوق إليها .
حديث مكتوب ومصور.
((حجابه النور لو كشفت لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)) رواه مسلم .
ومما كان يدعو به صلى الله عليه وسلم ربه في المجالس أنه كان يذكر بالدعاء عن الجنة من خلال أوصاف المؤمنين في الجنة .
مرة من المرات في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام دخل أحد الأعراب من أهل البادية دخل عليه وهو يذكرهم بالجنة وفي الأخير يدعو الله سبحانه وتعالى والصحابة هذا الأمر العظيم .
فهذا الأعرابي وهو من البادية جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس ووجده يتحدث عن الجنة وعن رجل فيها يسأل الله سبحانه وتعالى الزرع فيسمع الرجل الحديث عن الجنة وعن هذا الرجل الذي يخبر الله تعالى عنه أنه يسأل الله تبارك وتعالى في الجنة الزرع فتعجب الرجل هذا الذي من البادية رجل في الجنة ويسأل الله سبحانه وتعالى الزرع .
يعني الدنيا كلها زرع وفيها تعب وفيها مشقة فيستعجب من هذا الأمر فيعطيه الله سبحانه وتعالى هذا الأمر لهم ما يشاءون فيها كل شيء تريده يحققه الله سبحانه وتعالى لك .
فهذا الرجل يطلب من الله جل جلاله الزرع فيرزقه له الله سبحانه وتعالى عندما يرمي بذرته فيرى الساق ويرى الأغصان ويرى الثمرات ويأكل من هذا الزرع في لحظة واحدة فضحك الرجل الذي من البادية فقال النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة موجودون يا رسول الله ما أراه إلا قرشي فإنهم يحبون الزرع فضحك النبي صلى الله عليه وسلم يعني هذا رجل من البادية يقول في واحد يدخل الجنة ويطلب من الله سبحانه وتعالى العمل والزرع وإنه يحرث ويبذر يعني هذا مو وقته يعني هو جاي يتنعم لكن لهم ما يشاؤون فيها .
فلما حقق الله سبحانه وتعالى له طلبه بمجرد أن رمى البذرة طلعت مباشرة وسارت السيقان والأغصان والثمرات وأكل منها هذا الرجل فمن تعجب هذا الرجل من البادية قال والله يا رسول الله ما تجده إلا قرشي فإنهم يحبون الزرع .
ولذلك كان النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ليله كلما افتتحه يدعو الله سبحانه وتعالى فيقول وأسألك الشوق إلى لقاءك فالشوق إلى لقاء الله أيها الإخوة هو أهم شيء في هذه الحياة وهو يعبر عن كلمات رائعات للإمام الرجب رحمه الله فيقول مقام التوحيد مقام العبودية الشوق إلى الله سبحانه وتعالى لماذا ؟
لأن الله هو الخالق لأن الله هو الموجد لأنه الله هو المنعم فيتحقق التوحيد بشوقك إلى لقاء ربك سبحانه وتعالى .
وكان عليه الصلاة والسلام في مجلسه الذي يجلس فيه مع الصحابة يقول ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك .
أنت عندما تجلس وتدعو الله سبحانه وتعالى بهذه الدعوات عندما تصلي الليل تدعو الله سبحانه وتعالى بهذه الدعوات .
الشوق إلى لقاء الله الشوق إلى لقاء الله ودائماً نكرر ليس فقط رؤية الله في الجنة بل الشوق إلى لقاءه .
وقف عدد من العلماء رحمهم الله تعالى حول حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن شوقه إلى لقاء ربه ودعاءه له.
فقال الإمام القيم رحمه الله والشوق إلى لقاء الله هو نسيم يهب على قلوب المؤمنين فيطيبها .
والإمام الغزالي رحمه الله وقف وقفات جميلة أيضاً فيقول أن الشوق له معنيان شوق بالمعرفة وشوق بالإحساس .
شوق بالمعرفة إذاً أنت إنسان ما تعرفه حبيب ليست لديك أي صفات عنه أو أخبار عنه فكيف ستحبه وكذلك إذا ما جالسته ما عاشرته كيف تحبه .
والإمام الغزالي رحمه الله فيقول أن الشوق له معنيان شوق بالمعرفة وشوق بالإحساس.
إنت ممكن إنسان تعرفه تراه في التلفاز لكن تتمنى أن تلتقي به تسلم عليه تؤانسه تجلس وإياه هذا هو ازدياد للاشتياق لذلك الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يقول وأسألك الشوق إلى لقاءك المعرفة والحب الأكثر لله سبحانه وتعالى ثم الإحساس برؤية الله سبحانه وتعالى في الجنة ولن يتم الشوق إلا إذا رأى المؤمن ربه وإذا التذ بذلك.
الشاعر يقول وأبرح ما يكون يوماً إذا أذنت الخيام من الخيام.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire