mercredi 23 décembre 2009

مشكلات الناس في الدنيا

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على سيد الأنبياء والمرسلين نبي الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين اللهم ارزقنا الشوق إلى لقاءك .
أكثر ثلاث مشكلات يعاني منها الناس في هذه الحياة مشكلة المعيشة يعني الإنسان إذا لم يجد له سكناً مناسباً لم يجد مكاناً يأويه هذي أخطر قضية في حياة الإنسان فمثلاً عنده سكن وليس عنده كهرباء أو تنقطع عنده الكهرباء كل لحظة فيحس بالتعب الشديد والمشكلة الثانية هي مشكلة المال يكون مديون أو ما عنده فلوس أو يريد أن يترقى في وظيفته أو يريد علاوات لكنه لا يستطيع لماذا لأنه الأموال تتكالب عليه والديون ترهقه والمشكلة الثالثة ممكن يكون عنده سكن ولو كان ضعيف ومرهق ولكن عنده مشكلة الكلام عندما يحبطه الآخرون يذهب إلى عمله ولكن مديره يتكلم عنه بكلمة أو أحد يتحدث عنه بحديث فهذا يحبطه في حياته فهذه أكبر ثلاث مشكلات اجتماعية في الحياة يعاني منها الناس في هذه الحياة .
أما المشكلة الأولى مشكلة المعيشة وهي البيوت والمسكن وما يعتريه من إطفاء ونقص كهرباء فهذا كله سينتهي في الآخرة في المساكن التي سنسكنها بإذن الله تبارك وتعالى في الجنة .
يعطي الله سبحانه وتعالى النور الذي يسعى بين أيديهم وفي أيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار أنوار منهم وهناك أنوار يطلبها المؤمنون من الله سبحانه وتعالى يقولون ربنا أتمم لنا نورنا فيأخذون من نور الله سبحانه وتعالى ما ينور حياتهم وينور وجوههم وبالتالي لا توجد حاجة للكهرباء لا توجد حاجة للمساكن فيها مشاكل اجتماعية في الحياة فالآخرة شيء مختلف تماماً ولذلك المؤمنين في الجنة لن يجدوا لا شمس ولا قمر ولا سوف يكون هناك لا ليل ولا نهار إنما يعرفون البكرة والعشي من نور يسطع من تحت العرش فإذا وجدوا الله سبحانه وتعالى لاقوه في يوم الجمعة أو على حسب أعمالهم لأننا سنتحدث عن ملاقاة الله تبارك وتعالى فينالون ويأخذون من نور الله تبارك وتعالى ما ينوّر لهم حياتهم كلها إذاً لا مشاكل اجتماعية في الإنارة ولا مشاكل اجتماعية في المساكن كلها ستنتهي في الآخرة .
وأما المشكلة الثانية التي يعاني منها الناس في الدنيا فهي مشكلة اللفظ فكثير من الناس عندهم مساكن طيبة ومرتاحين مع أهليهم لكن إذا ذهبوا إلى أعمالهم وخرجوا إلى الشارع العام يسمعون كلمات الفحش والسوء والإحباط ما ينغص عليهم معيشتهم لكن الله تبارك وتعالى يغير هذه الصورة تماماً في الآخرة ويهدي الناس إلى القول الجميل يقول الله تعالى {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ } (24) سورة الحـج .
الطيب من الكلام الجميل من الكلام يختار لهم اختيار في الآخرة وكذلك يجدون السلام في الآخرة {سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ} (58) سورة يــس
يعني الله سبحانه وتعالى يسلم عليهم والملائكة كذلك يسلمون عليهم يستقبلونهم عند كل باب وإذا جلس المؤمنون مع بعضهم البعض في مجالس يشربون فيها الخمر كذلك يجدون الكلام الطيب الجميل وهم في شربهم هذا عكس الدنيا تماماً الدنيا هذه إذا جلس الإنسان في مجالس الخمر أو اللهو والعياذ بالله يسمع أقذع الألفاظ وأسوئها لكنه في الآخرة يشرب الخمر ويستأنس ولا يسمع لا لغو ولا تأثيم هذه هي الجنة أعدها الله سبحانه وتعالى من أجل الأنس من أجل الراحة من أجل الطمأنينة والإنسان الذي يحفظ دينه وخلقه ويقول الكلام الطيب سيكون أقرب الناس مجلساً من النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة يقول عليه الصلاة والسلام أقرب الناس مجلساً مني يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون .
المدير الذي يقول الكلام الطيب لزملائه والأتباع الذين هم تحته الداعية الذي يحسن كلامه مع طلابه ومحبيه الأب الذي يتكلم مع زوجته وأبنائه بالكلام الطيب هؤلاء أقرب الناس مجلساً للنبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء الذين هداهم الله في الآخرة إلى أحسن الألفاظ .
والمشكلة الثالثة التي يعاني منها الناس قلة الأجور والأموال ويتمنى كل منهم أن يزيد من راتبه ويزيد من علاواته حتى يستطيع أن ينجز أعماله ولا يجد من يكافئه على بذله وجدّه وتطوره في عمله إلا القليل لكن في الآخرة كل الذي يبذله الإنسان سيجد أجره بل الأجر العظيم عند الله تبارك وتعالى يقول الله تبارك وتعالى { لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (172) سورة آل عمران , الإنسان الذي أحسن في عبادة الله وأحسن في العمل الصالح واتقى الله في سريرته في خلوته في ذهابه في إيابه لهم أجرٌ عظيم إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والمتصدقين والمتصدقات والخاشعين والخاشعات والصائمين والصائمات والصابرين والصابرات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرةً وأجراً عظيما ومن يؤمن بالله ورسوله أعد الله له مغفرةً وأجراً عظيماً وهناك منزلة لأهل العلم الراسخون في العلم ليس لأهل العلم العاديين بل أهل العلم الراسخين في العلم لكن الراسخون في العلم منهم من يؤمنون بالله وما أنزل من قبله هؤلاء ما هي أجورهم هؤلاء سنؤتيهم أجراً عظيما إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرةٌ وأجر عظيم .
هذه هي الأجور الحقيقة التي يبحث عنها الإنسان ليست أجور الدنيا التي يريد أن يرفع بها درجاته ويزيد بها من شأنه إذا لم يجد هذه الدرجات العليا كيف وقته الذي يبذله في الآخرة من أجل أن يرفع الدرجات صيامه درجته خشوعه حفظه لجوارحه ذكره لله الذكر الكثير , أهل العلم الراسخين في العلم طالب العلم الذي يبذل ويجتهد حتى يسمى راسخ في العلم الذي يخشى ربه بالغيب الذي يتقي ربه سبحانه وتعالى هؤلاء هم الذين لهم الأجور العظيمة عند الله جلّ جلاله .
- قالت أم سعيد بن عقلمة :
لربما ترنم دود الطائي في السحر بشيء من القرآن فأرى أن جميعها نعيم الدنيا جمع في ترنمه تلك الساعة
والناس في هذه الدنيا وخاصةً الأمة الإسلامية تعاني من قضيتين قضية الخوف وقضية الغربة هي من أشهر المشكلات التي يعاني منها المسلمون في هذا الزمان .
قضية الخوف ما يسكنون في مكان إلا ويخافون إخواننا المسلمون في العراق إخواننا في فلسطين في غيرها من أراضي الأرض الدعاة الذين يضايقون في كل مكان يحسون بالخوف دائماً وأبداً .
والمشكلة الثانية الغربة تجد عائلة أولادها في مدينة وبنت مع زوجها في مدينة أخرى كل هذه القضايا تسبب تعب ورهق عند الأمهات وعند الآباء ويتمنون اللحظة التي يجتمع فيها الشمل بينما في الجنة يحقق الله تبارك وتعالى رغبتين رغبة جمع الأهل والرغبة الثانية وهي الأمان والله سبحانه وتعالى يقول {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ} (23) سورة الرعد , سلامٌ عليكم هذا السلام وهذا الأمان والاطمئنان للناس يجتمع الآباء وتجتمع الزوجات ويجتمع الأبناء ولكن جنات عدنٍ يدخلونها ومن صلح فإذا كانت العائلة صالحة هذه رسالة إلى كل أب وكل أم أنهم عندما يرسلون أبناءهم إلى الغربة للدراسة أو أمورهم الحياتية يوصونهم دائماً بالصلاح بتقوى الله ويقول جلّ شأنه {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (21) سورة الطور
ما أنقصناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين يعني كل أب من أجل أن يلم أولاده وذريته وعائلته عليه بالصلاح يصلح نفسه ويصلح عائلته لذلك كان بعض أهل السلف رحمهم الله تعالى يصلون الليل والرضيع الرضيع ابنهم الصغير بجوارهم ينظر إليه ويقول والله يا ابني إني لو أصلي الليل من أجلك أي من أجل أن يوفقك الله ويصلحك {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا} (9) سورة النساء .
ومعاوية بن قرة كان لو جاء بعد صلاة العشاء يقول لبنيه يا بنيّ ناموا علّ الله أن يرزقكم من الليل خيرا فدائماً يوصيهم بقيام الليل وطاعة الله تبارك وتعالى
والشيء الثاني الذي يخيف الناس في هذا الزمان الذين يقتحمون عليهم اللصوص والشرطة وغيرهم لكن يحدث الأمان في الآخرة {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} (37) سورة سبأ .
لا يمسهم أحد لأن الله سبحانه وتعالى هو حاميهم ودائماً بل في كل يوم وبعضهم في كل لحظة يجد الله تبارك وتعالى فيراه ويسلم عليه فأنى لهؤلاء الخوف .
- النسك هو العناية بالسرائر وإخراج ما سوى الله من القلب
يحيى بن معاذ
إخواني وأخواتي أنوار الأبدان تنتظر أنوار الإحسان فلا يمكن لأحد أن يتصور أن شكله جميل أو يريد أن يظهر بشكل رائع أمام الناس دون أن يكون الإحسان في قلبه يعبد الله كأنه يراه .
ومرةً من المرات كان المتنبي أراد أن يدخل إلى سيف الدولة فقال له أحدهم صف لنا فلان فوضع كحلاً في عينيه حتى يتجمل فيصفه المتنبي أمام سيف الدولة فيعطيه المال ففطن المتنبي إلى هذا الأمر فقام في مجلس سيف الدولة فقال بيتاً رائعاً وحكمةً بالغة يقول حسن الحضارة ممزوج بحسنٍ وتطريةٍ وفي البداوة حسنٌ غير ممزوج .
يعني الجمال الحقيقي ليس المصنوع الجمال الحقيقي هو الموجود في فطرته
فطرتك في صلاحك في إيمانك وتقواك هذه التي تجذب الناس إليه كما قال سبحانه وتعالى {وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا} (69) سورة الأحزاب , الوجاهة الحقيقية هي أن يكون لك جاهٌ عنده بإحسانك وإذا كانت سريرتك بغير علانيتك أنى لك بأنوار الأبدان إن لم تكن هناك أنوار للإحسان .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire